|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
هل سماع القرآن أفضل أم قراءته ؟
بتاريخ : 11-02-2010 الساعة : 05:53 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أحب أن أعرف ما حكم الدين في سماع القرآن أفضل أم قراءته ؟
وما الجزاء أو الثواب من سماعه ؟
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا : إذا سأل سائل فلا يَسأل عن حُكم الشرع ، ولا عُن حُكم الدِّين ، ولا عن حُكم الله في مسألة مُعينة ؛ لأن الذي يُفتي في مسألة قد يُصيب حُكم الله ، وقد لا يُصِيبه ، وقد يُواِفق الشرع ، وقد لا يُوافِقه ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْن فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ ، فَإِنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لا . رواه مسلم .
ثانيا : بالنسبة لِسَماع القرآن وقراءته ، لا يَظهر ترجيح القراءة على السماع ولا السماع على القراءة في كُلّ حال .
فالقراءة أفضل لِمن يتدبّر أثناء القراءة ، والسَّمَاع أفضل لِمَن يتدبّر أثناء السَّماع .
وذلك لأن قراءة القرآن بِتدبّر أفضل مِن مُجرّد السَّماع ، كَما أن القراءة في المصحف لها مزية ، والقارئ في المصحف مأجور محبوب لله عزّ وَجَلّ ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : مَن سَرَّه أن يعلم أن يحب الله ورسوله فليقرأ في الْمُصْحَف . رواه البيهقي في شُعب الإيمان . وقال الألباني : حَسَن .
وقد يَكون الإنسان لا يُحسن القراءة ، أو لا يستطيع لِضعف نَظر ونحو ذلك ، فيكون السَّماع في حقِّـه أفضل .
ثالثا : يُثاب سَامِع القرآن ، وهو مأجور ، خاصة إذا كان سَماعه للقرآن يُورِثه رِقّـة القلب والخشوع والإخبَات لله عزّ وَجَلّ .
قال تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ) .
ونبينا صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن واسْتَمع إليه ، ففي الصحيحين مِن حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : اقْرَأْ عَلَيَّ . قال : قُلْتُ : أقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ قَالَ : فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي . فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهِيد وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا ) قَالَ : أَمْسِكْ . فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ .
وشَبَّـه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يقرأ القرآن بِما له طَعم طيب وريح طيب ، فقال : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ ، رِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ ، لا رِيحَ لَهَا ، وَطَعْمُهَا حُلْوٌ . رواه البخاري ومسلم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|