عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي هل صح أن من خصائص الأنبياء أن تكون لهم الحياة الأبدية في الدنيا ؟
قديم بتاريخ : 26-03-2010 الساعة : 04:46 PM

الأخ الحبيب في الله و المعلم
سماحة شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا بارك الله فيكم سمعت محاضرة حول خصوصيات الأنبياء و حتى لا أطيل عليكم سأسال عن خاصية واحدة ثم سأفرد الباقي في سؤال آخر عام عن هذه الخصوصيات قال المحاضر إن الحياة الأبدية في الدنيا للأنبياء إلا أنهم اختاروا الرفيق الأعلى-أو كما قال-
ثم استشهد بحديث عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ " إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ ". فَبَكَى أَبُو بَكْر وَقَالَ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا....الحديث -رواه البخاري-
و قال كل نبي يخير بالحياة الأبدية في الدنيا مثل النبي صلى الله عليه و سلم ثم سرد خصوصيات أخرى و بعدها ذكر ما خصه الله النبي صلى الله عليه و سلم دون سائر الأنبياء صلوات الله عليهم
فهل تفضلتم بالتوضيح جزاك الله خيرا و متع الله بعلمكم و أدخلك و من أحبك في الله الجنة
قد حذفت تعليقي كاملا,إن تفضلتم نظرتم فيه و إن شئتم أعرضتم عنه




الجواب


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

هذا غير صحيح على إطلاقه ، أي : أن الله لم يجعل لهم الحياة الأبدية الدائمة ، وإنما يُخيّرهم إلى أمَـد وأجل مُسمّى .
فقد قال الله تعالى لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) ، وقال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَر مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) ، وقال سبحانه وتعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْس أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلاً) .
وقال عزَّ وَجَلّ : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ) .

ولَمّا جاء ملك الموت إلى موسى عليه الصلاة والسلام فَصَكَّه فَفَقَأ عينه ! فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يُريد الموت . قال : فَرَدّ الله إليه عينه ، وقال : ارجع إليه فَقُل له يَضع يده على مَتن ثور ، فَلَه بما غَطَّتْ يَدَه بِكُلّ شَعرة سَنة . قال : أي ربّ ثم مَه ؟ قال : ثم الموت . قال : فالآن ، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر . رواه البخاري ومسلم .

وأما الجواب عن تخييره صلى الله عليه وسلم ، فهو تخيير - كما أسلفتُ - إلى أمَد مُعيّن ، فإنه عليه الصلاة والسلام قال : " إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ " ، فهو تخيير له أن يُوتَى مِن الدنيا ، وليس أن يَخلُد فيها .
وهذا مثل تخييره صلى الله عليه وسلم بَيْن أن يكون عبدا نَبِيًّا وبَيْن أن يكون مَلِكًا ، فاختار عليه الصلاة والسلام أن يكون عَبدًا نَبِيًّا . كما عند النسائي ، والحديث مُحتمل التحسين بِطُرُقِه .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس