عرض مشاركة واحدة

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي كيف يتم تقسيم العقيقة إن لم يرغب ولي المولود أن يُولم بها ؟
قديم بتاريخ : 27-03-2010 الساعة : 03:58 PM

كيف يتم تقسيم العقيقة إن لم يرغب ولي المولود أن يُولم بها ؟

الجواب/

الذي يظهر أن العقيقة تُعامل معاملة الأضحية ؛ فيُهدى منها ويُؤكَل ويُتصدّق .

قال الميموني : سألت أبا عبد الله [الإمام أحمد] : أيؤكل من العقيقة ؟ قال : نعم يؤكل منها . قلت : كم ؟ قال : لا أدري ، أما الأضاحي فحديث ابن مسعود وابن عمر ، ثم قال لي : ولكن العقيقة يؤكل منها . قلت : يشبهها في أكل الأضحية ؟ قال : نعم ، يُؤكَل منها .
وقال الميموني : قال أبو عبد الله : يُهدِي ثلث الأضحية إلى الجيران . قلت : الفقراء من الجيران ؟ قال : بلى ، فقراء الجيران . قال : تشبّه العقيقه به ؟ قال : نعم ، من شَبّه به فليس ببعيد .

وقال الميموني للإمام أحمد : العقيقة تُطبخ ؟ قال : نعم .
وقال الفضل بن زياد : إن أبا عبد الله قيل له في العقيقة : تُطبخ بماء وملح ؟ قال : يستحب ذلك . قيل له : فإن طُبخت بشيء آخر ؟ قال : ما ضَـرّ ذلك .
قال ابن القيم : وهذا لأنه إذا طبخها فقد كفى المساكين والجيران مؤنة الطبخ ، وهو زيادة في الإحسان ، وشكر هذه النعمة ، ويتمتع الجيران والأولاد والمساكين بها هنيئة مَكفية المؤنة ، فإن من أُهدي له لحم مطبوخ مهيأ للأكل مُطيب كان فرحه وسروره به أتم من فرحه بِلَحم نيء يحتاج إلى كلفة وتعب . اهـ .


وقال ابن قدامة عن العقيقة : وسبيلها في الأكل والهدية والصدقة سبيلها [أي : سبيل الأضحية ] ، إلاّ أنها تطبخ أجدالا .وبهذا قال الشافعي .
وقال ابن سيرين : اصْنَع بِلَحْمِها كيف شئت .
وقال ابن جريج : تُطبخ بماء وملح ، وتُهدِي الجيران والصديق ، ولا يُتصدق منها بشيء .
وسئل أحمد عنها ، فَحَكَى قول ابن سيرين
.
وهذا يدل على أنه ذهب إليه .
وسئل : هل يأكلها كُلّها ؟ قال : لم أقل يأكلها كلها ، ولا يتصدق منها بشيء .
والأشبه قياسها على الأضحية ؛ لأنها نَسيكة مشروعة غير واجبة ، فأشبهت الأضحية ، ولأنها أشبهتها في صفاتها وسنها وقدرها وشروطها ، فأشبهتها في مصرفها .
وإن طبخها ، ودعا إخوانه فأكلوها ؛ فحسن . اهـ .

وقال النووي عن العقيقة : ويُستحب أن يأكل منها ويُهدي ويَتصدق . اهـ .

فالذي يظهر من كلام أهل العلم أن الأفضل في العقيقة أن يُصنع بها كما يُصنَع بالأضحية ، أي : يُؤكل منها ويُهدي ويُتصدّق .

والأمر فيها واسع ؛ لأنه لم يرد نصّ على ما يُصنع بِلَحْم العقيقة .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض

رد مع اقتباس