عرض مشاركة واحدة

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي ما الفرق بين الغيرة المحمودة والغيرة المذمومة ؟
قديم بتاريخ : 27-03-2010 الساعة : 05:11 PM

فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم
جزاك الله خيرا على ما تقوم به في سبيل الدعوة إلى الله
لدي سؤال أرجو الإجابة عليه ألا وهو :
ما الفرق بين الغيرة المحمودة والغيرة المذمومة ..؟؟
وجزاكم الله خيرا



الجواب/

وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه وأوفره

عموم الغيرة ، وأصل الغيرة محبوبة إلى الله ، وهو أن يَغار المسلم على محارِمه ، ويَكره أن يُرى فيهم السوء ، أو أن يَطّلع أحد على مَحارِمه .
وهذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم
أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْد ؟ فَوَالله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي ، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله ، وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثُ الله الْمُرْسَلِينَ مُبَشّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الله الْجَنّةَ . رواه البخاري ومسلم .

قال ابن القيم رحمه الله : فَجَمَعَ هذا الحديثُ بين الغيرةِ التي أصلُها كراهةُ القبائح وبُغضُها ، وبين محبةِ العُذرِ الذي يوجبُ كمالَ العدلِ والرحمةِ والإحسانِ . اهـ .

كما ان المرأة إذا عَرَفتْ الغَيرة من وليِّها حفِظت ذلك وراعَتْه له .
قالت أسماء رضي الله عنه : وكنتُ أنقل النّوَى من أرض الزّبير التي أقطَعَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي فَرسَخ ، فجِئتُ يوماً والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَـيرَتَـه ، وكان أغيَـرَ الناس ، فَعَرَفَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أني قد استحييتُ فمضى . رواه البخاري ومسلم .

ثم الغيرة غيرتان :
فغيرةٌ يُحِبُّها الله ، وغيرةٌ يُبغضها الله .
فعن جابر بن عتيك أن نبيَّ الله صلى الله عليه على آله وسلم كانَ يَقُولُ : مِنَ الغَيْرَةِ مَا يُحِبّ الله ، ومِنْهَا مَا يُبْغِضُ الله ، فَأَمّا الّتِي يُحِبّهَا الله عَزّ وَ جَلّ فَالغَيْرَةُ في الرّيبَةِ ، وَأَمّا الّتِي يَبْغَضُهَا الله فالْغَيْرَةُ في غَيْرِ رِيبَة . رواه أحمد وأبو داود والنسائي ، وهو حديث صحيح .

فالغيرة التي تكون نتيجة ريبة أو شك لوجود دواعيها هذه التي يُحبّها الله ، لكي يَحفظ المسلم عِرضه ، ويَحوط أهله .
ويَغار على أهله من مُزاحمة الأجنبي .
قال علي رضي الله عنه : أما تغارون أن تخرج نساؤكم ؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج . رواه الإمام أحمد .

وتلمّس العثرات ، أو تخوّن الأهل دون وُجود قرينة هذا مما يُبغضه الله ، لأنها شديدة على النفوس ، وهي طَعن في الأعراض .
ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَطْرُق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يلتمّس عثراتهم . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لمسلم .

قال ابن القيم : وإنما الممدوح اقترانُ الغيرةِ بالعذر ، فيغارُ في محل الغيرة ، ويعذرُ في موضع العذر ، ومن كان هكذا فهو الممدوحُ حقّـاً .

وهنا :
ما حكم الشرع في الشك في الزوجة بدون دليل لا عقلي لا شرعي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15537

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس