[راجية العفو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة وشكر جزيل على الجهود ... أرجو الاستفادة والجميع من علمكم
سؤالي عن تربية الأبناء وهل يجوز للأب أن يضرب ابنه وهو في عمر 18 عام من أجل ذهابه إلى مكان دون إخباره وأمام الناس ضرب مبرح ؟
ألا يؤثر هذه التصرف عليه وعلى نفسيته ؟
وهل ديننا يعطي الحق للأهل بمعاملة أبنائهم على هذا النحو ؟
أليس البر يجب أن يكون حتى مع الأبناء ليبروا آباءهم عندما يكبروا ... ؟
كيف سيتذكر الشاب معاملة أبيه له ؟
... شكراً لكم بانتظار الرد




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
و أعانك الله .

يجوز للأب أن يُؤدِّب أولاده – ذكورا وإناثا – إلا أن ذلك التأديب لا يَكون بِضَرْب مُبرِّح ؛ لأن العقوبة تكون على قَدْر الْجُرْم ، كما أنه ليس مِن الْحَزْم مُعاقبة الابن على مرأى مِن الناس ؛ لأن ذلك يُؤثِّر على نفسيته .
وإنما يكون ذلك في الحدود ليتردع الناس وينْزَجِروا .

ثم إن هناك مِن الأساليب ما قد يكون مُجْدِيًا ومؤثِّرا غير الضَّرْب ؛ لأن الضرب بِمَنْزِلة الْكَيّ ، الذي هو آخر العِلاج .

وقد يَكون الأب فَعَل ذلك تحت تأثير الغضب ، فإن الإنسان قد يتصرّف أثناء غضبه ما يَندم عليه بعد ذلك .
وقد يكون تصرّف الابن أحيانا هو الذي يُثير الأب ليتصرّف بشكل غير مرضيّ .

كَما أن على الأبناء مُراعاة أحوال والديهم ، فهم بشَر يغضبون كَما يغضب البشر ، ويَعْتَرِيهم مِن النّقص والضَّعف ما يَعْتَرِي البشر .

وليس العيب أن يقع الوالد ولا الولد في الخطأ ، وغنما مِن الخطأ التمادي في الخطأ ، أو الإصرار عليه ، والمكابرة وادِّعاء كل طرَف أنه لم يصدر منه خطأ .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد