[عبق]

صديقة لي كانت تحب شخص ثم قال : تعالي نتزوج مثل على أيام الرسول .
صدقته لأنه كان شيخ وحاج يحفظ القرآن وقالت : كيف ؟
قال : بالإيجاب والقبول . فوافقت على أن يتزوجها حتى يحين ميعاد الزواج الرسمي نظرا لظروفه المادية ، ثم حدثت مشكلة بينهم وقال لها : لا يوجد بيني وبينك أي شيء .
كيف وقد كانت زوجته وكل ما يريده تقوم بتنفيذه له .
فكيف تتصرف هي الآن ؟
فقد قال لها سوف أطلقك ولم يحدث؟
وهل يقبل الله منها توبة أو دعاء فقد ندمت وتابت إلى الله؟
لقد اكتشفت بعد فوات الأوان أنه كاذب بعد ما أخذ ما يريد ..
فماذا تفعل هي وقد ضاعت؟


الجواب/

التوبة تهدم ما قبلها ، والندم توبة ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
أما قول هذا القائل : " تعالي نتزوج مثل على أيام الرسول " فهذا افتراء على دين الله ، وكذب على شرع الله .
وهل كان الزواج أيام الرسول صلى الله عليه وسلم فوضى لا ضابط لها ولا عقد ولا ولي ولا شهود ؟!

ثم إن عمله هذا مكر وخديعة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : المكر والخديعة والخيانة في النار .

وهذه المسكينة المخدوعة لِـمَ لَم تسأل قبل أن يقع ما وقع ؟
هي الآن لما وقع ما وقع جاءت تسأل ؟
فأين هي عن السؤال عند القبول ؟

لا يجوز للفتاة أن تزوّج نفسها ، بل لا بد من ولي ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .

وعليها الآن التوبة النصوح الصادقة ، والله يُحب التوابين ، ويُحب المتطهّرين .
وإذا تابت توبة صادقة ، وأكثرت من الحسنات فإنه يُرجى لها الخير ، فإن من تاب تاب الله عليه وقَبِلَه .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد