عرض مشاركة واحدة

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي هل كل خلاف زوجي يُعتبر سخطا تُلعن صاحبته ؟
قديم بتاريخ : 04-03-2010 الساعة : 10:39 PM

...

كثيراً ما يحدث خلاف بيني وبين زوجي لأسباب دينية فهو لا يحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها ولا يداوم على أداء جميع الصلوات في المسجد ولا يهتم بنصائحي ، ومما يحـزّ في نفسي انتهاج أبنائه لنفس طريقته بإهمال أداء صلاة الفجر في وقتها ، فماذا أفعل معهم ؟

ومن عاداته السيئة أيضاً ...الإسراف والتبذير ......لقد ضيع ماله كله في الديون وحب المظاهر ولم يوفر شيئاً من راتبه لنا ولم يكن يستشيرني ..أبدا كما أنه لا يتقبّل أي نصيحة مني بل أجده يثور ويغضب ... وأكثر ما يخيفني ويقلقني......!!!!

أنه كلما اختلفنا أو حدث بيننا سوء تفاهم يذكرني بقول الرسول عليه السلام : [ ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً وذكر منهم امرأة بات زوجها عليها غضبان ] . هل كل خلاف بيننا معناه عدم قبول صلاتي وتقربي إلى الله ؟

وما هو نوع الغضب الذي يستوجب عدم رفع الصلاة ؟ وهل يحقّ للزوج أن يخطئ كيف ما شاء ،ويهدد زوجته بعدم جدوى صلاتها كلما اختلفا أرجو التكرم بتوضيح الإجابة وآسفة للإطالة

جزاك الله كل خير..




الـجـواب/

أولاً : لا بُـدّ أن تعلمي أن هذا من البلاء ، وأن البلاء ليس له إلا الصبر والتصبّر . وأنك مأجورة على صبرك عليه . وعليك بالحكمة في معالجة الأمر ، وإذا لم تُفلح النصائح فجربي طرقاً أخرى .

جربي أن تضعين له شريطا في جيبه عن الصلاة مثلاً . جربي أن تتصلي بأحد معارفه خاصة من يُكنّ لهم التقدير والاحترام واشرحي له معاناتك واطلبي منه أن يُكلّمه دون أن يشعر أنك وراء الموضوع ، وهذا يحتاج إلى إنسان عاقل وحكيم .

جربي معه التلطّف واللين ، لأن الزوج لا يقبل من زوجته في كثير من الأحيان ، إ لا إذا تلطفت معه ، والمرأة العاقلة تعرف من أين تؤكل الكتف ! وكيف تؤكل !

ثانياً : لا تيأسي منه ولا من أولادك ، فازرعي في أولادك حب الله ورسوله وحب الصلاة والمساجد وتعظيم شعائر الله .

ثالثاً : ليس صحيحا ما يذكره من عدم قبول الصلاة . فالحديث الوارد في ذلك هو حديث ضعيف ، وقد رواه ابن ماجه وغيره بلفظ : ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا : رجل أم قوما وهم له كارهون ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وأخوان متصارمان . وهو حديث ضعيف لا يجوز الاستدلال به .

ولا يعني هذا أن تُسخط المرأة زوجها ، فإنها إذا أسخطته باتت في غضب الله خاصة ما يتعلق بأمر الفراش ، فإن بعض النساء إذا قصّر زوجها في حقها قصّرت في حقه ، والواجب عليها أن تؤدي ما عليها وتسأل الله الذي لها .

قال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه ، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها ، حتى يرضى عنها . رواه مسلم .

وقال : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح . متفق عليه .

هذا الذي يوجب سخط الله وغضبه ، ولعنة الملائكة ، أما أن يُدّعى أن الله يسخط لسخط الزوج كلما غضب ، ولو لأتفه الأسباب ، فهذا أمر بعيد . وقد وقعت المغاضبة بين علي وفاطمة رضي الله عنهما . وإذا قال لك هذا الحديث ( ثلاثة .. )

فقولي له : إني سألت عن هذا الحديث ، فقيل لي : إنه حديث ضعيف ، وممن ضعفه الشيخ الألباني – رحمه الله – . ولو صح الحديث فليس فيه إلا الوعيد على من ( باتت ) أي أمضت ليلتها وزوجها ساخط عليها ، وهذا يُحمل على أمر الفراش كما تقدم في الأحاديث الصحيحة .

وقد قال عمر رضي الله عنه لابنته حفصة رضي الله عنها : أي حفصة أتغاضب إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل ؟ فقالت : نعم . الحديث . رواه البخاري ومسلم . وهذا مما يجري بين الأزواج ، ومع ذلك لم يقل لهنّ النبي صلى الله عليه وسلم إن صلاتكنّ لا تُقبل .

ختاماً :
اجتهدي في الدعاء خاصة في أوقات الإجابة ( آخر ساعة من يوم الجمعة أنت تنتظرين الصلاة – آخر الليل – قبل السلام من الصلاة النافلة والفريضة – في السجود – حال السفر – عند إفطار الصائم ... ) واجتهدي في الدعاء ، فكم رجل أو امرأة أصلحهم الله بالدعاء .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس