|
|
المنتدى :
إرشـاد المـرأة
والدي يرفض الخاطِب لأن مستواه أقلّ مِن مستوانا فهل أطيعه ؟
بتاريخ : 18-10-2012 الساعة : 02:06 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ لقد تقدم لخطبتي شاب مسلم ومن عائلة كريمة ومتعلم ولديه عمل ولديه بيت وقد تعرف عليا هذا الشاب في العمل وفاتحني بموضوع الخطبة فطلبت منه أن يذهب لوالدي حتى يطلبني منه وكنت أعتقد أن والدي سوف يوافق فورا على هذا الشاب لأنه لا يوجد به عيب يذكر ولكنني تفاجأت برفض والدي له والسبب في رفض والدي لهذا الشاب هو أن مستوى عائلته لا يناسب مستوى عائلتنا هذا حسب رأي والدي وأنه يريد لي شاب من عائلة عريقة ذات مستوى عالي وقد عارضت والدي في هذا وقلت له هذا تكبر على الناس والرسول عليه الصلاة والسلام قال من آتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لم تفعلوا يكون فساد في الأرض وفتنة ولكن والدي تشاجر معي وشتمني وحلف بيمين الطلاق من أمي بأنه لن يزوجني لهذا الشاب وأن خالفت أمره فسوف يغضب عليا ويتبرأ مني ولن يعرفني مدى حياته
قل لي يا سيدي الشيخ هل أعطيه والدي المتكبر على البشر أو ماذا أفعل ؟ والدي متكبر والتكبر معصية ولا طاعة لبشر في معصية الله. أرجو الإفادة أفادك الله وأراح بالك

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
لا يجوز للأب رفض الخاطب الكفء ، إذا كان لا يَعيب عليه في خُلُق ولا في دِين ؛ لأن الشأن هو شأن المرأة ، وهي صاحبة الحق ، ولذا لَمّا زوّج رجلا ابنته مِن غير رضاها ، خيّرها النبي صلى الله عليه وسلم وجَعَل الأمر والاختيار إليها .
ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن فتاة دَخَلَتْ عليها فقالت : إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته ، وأنا كارهة . قالت : اجلسي حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فأرسل إلى أبيها فدعاه فَجَعَل الأمر إليها ، فقالت : يا رسول الله قد أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ أَلِلنِّسَاءِ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ؟ رواه الإمام أحمد والنسائي .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن جارية بِكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيّرها النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
ولا أنصحك بِمخالفة أبيك ، خاصة وأنك ذكرت أن معرفتك للشاب كان عن طريق العمل ، فإن كان العمل مُخْتَلَطًا ، فلا تجمعي معه مُخالفة الوالد ، فقد يكون ردّ الخاطب بسبب العَمَل في مجال مُخْتَلَط .
وإن لم يكن العمل مُخْتَلَطًا ، ورأيت أن الشاب كفء لك ، فيُمكنك رَفْع أمرك إلى القضاء الشرعي – إن وُجِد – وهو يُنصِفك .
ولا عيب في ذلك ، فقد تقدّم أن النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كُنّ يرفعن أمرَهن إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشتكين آباءهن ، ولا عُدّ ذلك مِن العقوق ، ولا اعتُبِر عيبا .
ولو غضب بعد ذلك فلا يُعتبر غضبه ؛ لأنه ليس بِحَقّ ، ولا يحقّ له الغضب ، ولا منع ابنته من الزواج بِكفء بحجة عدم مناسبته لمستوى العائلة ونحو ذلك مِن موازين الجاهلية .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|