|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل يجوز أن يُقال للضيف (عزيمتي متواضعة وحقك أكثر) وتكون السُفرة مليئة بالطعام ؟
بتاريخ : 20-11-2013 الساعة : 08:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحياناً يا شيخ من باب التواضع نقول :
تفضلوا على الغداء وحقكم أكثر واعذرونا على القصور وهو غداء فاخر ومتعوب عليه للضيوف وهي عبارة مجاملة أو تواضع . وأحياناً بعض العضوات في المنتديات النسائية يصورون بعض الأطباق أو مناسبة عندها تكتب موضوع بعنوان ( عزيمتي المتواضعة ) على سبيل المثال ونفتح الموضوع ونشوف نعيم ما شاء الله وأطباق أشكال وأنواع مما لذ وطاب فهل في هذا عدم شكر ! والله سبحانه وتعالى يقول : ( فأما بنعمة ربك فحدث )
يعني البيت فخامة ما شاء الله تبارك الله وتشبهه مثلاً بعش أو قفص وأحياناً السيارة ما شاء الله روعة .. ويقول عنها قوطي !ويجب علينا الاعتراف بنعمة الله وفضله حتى لا تزول النعم
رأيك يا شيخ ..؟
بارك الله فيك وسددك وجعل ماتقوم به من عمل في موازين حسناتك

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قرأت هذا السؤال الساعة الثانية ظهرا .. فظننت أني مدعوّ إلى مأدبة !
صحيح ، قد يكون بعض ذلك من ازدراء النعمة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخَلْق فلينظر إلى من هو أسفلَ منه . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : انظروا إلى من أسفلَ منكم ولا تنظروا إلى من هو فَوقَكُم ، فهو أجدرُ أن لا تزدروا نعمةَ الله عليكم .
ولعل الإنسان إذا نَظَر تلك النظرة نَسِي الشُّكْر ؛ لأنه لا ينظر للنعمة على أنها نعمة عظيمة .
ولذلك يُذكّر بعض الصالحين بعضا بأن ما يعيشه بعضهم لم يعشه الملوك الأوائل !
ويُروى أن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله دُعِي إلى طعام ، فاعتذر صاحب المنزل ، فقال له الشيخ : ليس على هذه النعمة اعتذار .
مع أن الطعام شيء مِن القرص مع شيء من اللحم .
قال الحسن البصري : كانوا يَعُدّون النعيم أن يَتَغَدّى الرَّجُل ثم يتعشى !
قال الله لأهل الجنة : (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) .
ونبينا صلى الله عليه وسلم اعتبر الماء البارد والرُّطَب مِن النعيم .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : خرج النبي صلى الله عليه و سلم في ساعة لا يَخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر فقال : ما جاء بك يا أبا بكر ؟ فقال : خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنظر في وجهه والتسليم عليه ! فلم يلبث أن جاء عمر فقال : ما جاء بك يا عمر ؟ قال : الجوع يا رسول الله ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : وأنا قد وجدت بعض ذلك ، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم ابن التيهان الأنصاري ، وكان رجلا كثير النخل والشاء ولم يكن له خَدم ، فلم يجدوه ، فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يَسْتَعْذِب لنا الماء ، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بِقِرْبة يَزْعَبها فوضعها ، ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه و سلم ويُفَدّيه بأبيه وأمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بِقنو فَوضعه ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أفلا تنقيت لنا مِن رُطبه ؟ فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا - أو قال : تخيّروا مِن رُطبه وبُسْره - فأكلوا وشربوا من ذلك الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسئلون عنه يوم القيام ؛ ظِلّ بارد ، ورُطَب طيب ، وماء بارد . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|