|
|
المنتدى :
إرشــاد الـصــلاة
لماذا نسجد مرتين ونركع مرة واحِدة ؟
بتاريخ : 01-10-2014 الساعة : 12:57 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي يا شيخ
ما الحكمة من وجود سجدتين وركعة في الركعة الواحده في الصلاة(لماذا لا تكون ركعتين وسجدتين مثلا)

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
التماس الحكمة مطلوب ، وهو غير قطعي ، فلا يُجْزَم معه بشيء إلاّ ما جاء النص عليه .
ولعل كثرة السجود لكون السجود أفضل ، وهو مما يُقرِّب إلى الله عَزّ وَجَلّ ، وترتفع به درجات الإنسان يوم القيامة ، والإنسان إنما يُمهِّد لنفسه بالعمل الصالح ، كما قال تعالى : (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ) .
خَدَم ربيعةُ بن كعب رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عليه الصلاة والسلام : سَلْ . فقال : أسألك مرافقتك في الجنة . قال : أوَ غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعِنِّي على نفسك بكثرة السجود . رواه مسلم .
قال النووي : فِيهِ الْحَثّ عَلَى كَثْرَة السُّجُود ، وَالتَّرْغِيب ، وَالْمُرَاد بِهِ السُّجُود فِي الصَّلاة ، وَفِيهِ دَلِيل لِمَنْ يَقُول تَكْثِير السُّجُود أَفْضَل مِنْ إِطَالَة الْقِيَام ... وَسَبَب الْحَثّ عَلَيْهِ مَا سَبَقَ فِي الْحَدِيث الْمَاضِي " أَقْرَب مَا يَكُون الْعَبْد مِنْ رَبّه وَهُوَ سَاجِد " وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى : (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) ؛ وَلأَنَّ السُّجُود غَايَة التَّوَاضُع وَالْعُبُودِيَّة لِلَّهِ تَعَالَى ، وَفِيهِ تَمْكِين أَعَزِّ أَعْضَاء الإِنْسَان وَأَعْلاهَا وَهُوَ وَجْهه مِنْ التُّرَاب الَّذِي يُدَاس وَيُمْتَهَن .. اهـ .
وفي حديث ثوبان رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عملاً يُدخله الجنة ، فقال له عليه الصلاة والسلام : عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ ، فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً . رواه مسلم .
قال البهوتي : وَالسُّجُودُ : غَايَةُ التَّوَاضُعِ ، لِمَا فِيهِ مِنْ وَضْعِ الْجَبْهَةِ ، وَهِيَ أَشْرَفُ الأَعْضَاءِ عَلَى مَوَاطِئِ الأَقْدَامِ ، وَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ الرُّكُوعِ . اهـ .
وبِنحوه قال الشوكاني في " نيل الأوطار " .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|