|
|
المنتدى :
إرشـاد الأدعـيــة
الدعاء فى الوتر
بتاريخ : 20-02-2010 الساعة : 01:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابكم الله يا شيخ كل خير وآتاكم حسن ثواب الدنيا والآخرة
على ما تعملون وإياكم -اللهم آمين
سؤالي شيخنا الكريم هو عن الدعاء في ركعة الوتر
الذي نعرفه ومتعارف عليه هو الدعاء بعد الركوع ... كما نرى أئمتنا في المساجد يفعلون ذلك
لكن هل يجوز للمنفرد بصلاته ( مثل أختكم ) مثلا
تدعو قبل السلام ؟؟؟ أم لابد الدعاء بعد الركوع ؟؟ وهل يجب علي الدعاء بدعاء القنوت ؟
ومن ثم أدعو بحاجتي ... أم مـــــــاذا ؟
أفتونا مأجورين ولا حرمتم الأجر

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
صلاة الوتر سُنة مؤكّدة ، والدعاء فيها مسنون من غير التزام ، فقد كان من هديه عليه الصلاة والسلام أنه يدعو في القنوت في الوتر تارة بعد الركوع ، وتارة قبل الركوع ، وتارة لا يدعو .
قال الإمام البخاري : بَاب الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ .
ثم روى البخاري بإسناده إلى عَاصِم قَال : سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِك عَنْ الْقُنُوتِ : قَدْ كَانَ الْقُنُوتُ قُلْتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ ؟ قَالَ : قَبْلَهُ . والحديث رواه مسلم أيضا .
وسُئل الإمام أحمد رحمه الله : لم ترخص إذا في القنوت قبل الركوع ، وإنما صح الحديثُ بعد الركوع ؟ فقال : القنوت في الفجر بعد الركوع ، وفي الوتر يُختار بعد الركوع ، ومن قنت قبل الركوع ، فلا بأس . اهـ .
وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَأَمَّا الْقُنُوتُ : فَالنَّاسُ فِيهِ طَرَفَانِ وَوَسَطٌ : مِنْهُمْ مَنْ لا يَرَى الْقُنُوتَ إلاَّ قَبْلَ الرُّكُوعِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لا يَرَاهُ إلاَّ بَعْدَهُ . وَأَمَّا فُقَهَاءُ أَهْلِ الْحَدِيثِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ فَيُجَوِّزُونَ كِلا الأَمْرَيْنِ لِمَجِيءِ السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ بِهِمَا . وَإِنْ اخْتَارُوا الْقُنُوتَ بَعْدَهُ ؛ لأَنَّهُ أَكْثَرُ وَأَقْيَسُ ، فَإِنَّ سَمَاعَ الدُّعَاءِ مُنَاسِبٌ لِقَوْلِ الْعَبْدِ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَإِنَّهُ يُشْرَعُ الثَّنَاءُ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ دُعَائِهِ .
وقال الشوكاني : وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ نَصْر بِإِسْنَاد صَحِيح أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لا يَقْنُتُ فِي الصُّبْحِ وَلا فِي الْوِتْرِ إلاَّ فِي النِّصْفِ الآخِرِ مِنْ رَمَضَانَ .
ومَن تَرَك الدعاء في صلاة الوتر ، فلا شيء عليه .
والدعاء بعد التشهّد وقبل السلام من المواطن التي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء فيها ، فقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود التشهّد ، ثم قال : ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به . وفي رواية : ثم ليتخيّر من المسألة ما شاء ، أو ما أحبّ . رواه البخاري ومسلم .
ومن دعا في الوتر فهو من مواطن الإجابة ، وأحرى وأقرب إلى الإجابة ؛ لأنه في القنوت يرفع يديه ، وفي الحديث : إِنّ رَبّكُمْ تَبَارَكَ وتعَالى حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْراً خائبتين .: رواه الإمام أحمد والترمذي وحسّنه ، وأبو داود وابن ماجه وابن حبان ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : سنده جيد . اهـ . وهو حديث حسن .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|