|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
هل التوسع في المباح مكروه؟
بتاريخ : 20-02-2010 الساعة : 09:55 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الله يجزاكم خير كثرت في الأيام الماضية
تساهل مجموعة من المسلمين في المباح
أرجو منكم إفادتي في حكم
هل التوسع في المباح مكروه؟
وهل يشمل كل المباحات؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
المباح هو ما استوى طرفاه ، أي استوى فعله وتركه من غير إثم ولا حرج .
فلا يُثاب تاركه ، ولا يستحق العقاب فاعله ، إلا أن يقترن به أمر آخر خارج عنه .
والمباحات يستوي فيها المسلم والكافر ، ولذا قال سبحانه وتعالى : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )
فالطّيّبات جعلها الله عز وجل لِعِبادِه ، ولفظ العبد يشمل المؤمن والكافر ؛ لأن العبودية تنقسم إلى قسمين :
عبودية عامة ، وهي لجميع الخلق ، ومنه قوله تعالى : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)
وعبودية خاصة ، ومنه قوله تعالى : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا )
والمقصود هنا – والله أعلم – العبودية العامة بدليل قوله تعالى بعد ذلك :
( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) أي هذه الطيبات مُباحة للذين آمنوا في الحياة الدنيا ، فلا يُعاقبون عليها ، بينما الكافر يُعاقَب عليها ، فالكافر مُعانِد لربِّـه مُبارز له بالكفر ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا )
وإنما يُنهى عن التوسّع في المباحات لسببين :
الأول : لأنها تشغل عن الطاعات .
والثاني : لأن من توسّع في المباحات يُخشى عليه الوقوع في الشبهات ، ولذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه : تمام التقوى أن يتقي الله العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة ، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما ، حِجابًا بينه وبَيْن الحرام .
وقال الحسن : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|