[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل التحصين بالأذكار صباحا ومساء يمنع السحر والعين والحسد وما سبب إصابة النبي صلى الله عليه وسلم بالسحر



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

التحصين بالأذكار صباحا ومساء يحفظ الله به مِن كُلّ شرّ ، حتى إنه ليُذهب أثر السموم .
ففي صحيح مسلم مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لَقيتُ من عقرب لدغتني البارحة . قال : أمَا لو قلتَ حين أمسيت : " أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق " لم تضرّك .
ولم يَقُل : لا تُصيبك . وبينهما فَرْق ، فهي وإن أصابته فإنها لا تضرّه .

وفي حديث جابر عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقا . رواه البخاري ومسلم .

وسبق في ذلك :

ماذا أصاب هذا الرجل لما نسيَ الذِّكـر ؟؟
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/73.htm

تدخّـلات الشياطين في حَياة الآدمييـن
http://saaid.net/Doat/assuhaim/208.htm

ولا يعني أن الإنسان لا يُصاب بشيء من الشرّ ، ولكنه لا يُؤثِّر عليه تأثيرا بالغًا ، فقد يجد الْمُحافِظ على أذكاره ألَم القرصة ، ولكنه لا يجد أثرها ، ولا تضرّه كما لو كان لم يُحافظ على أذكاره .

وأما سبب إصابته صلى الله عليه وسلم فهو ابتلاء من الله ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى .
وسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل . رواه الإمام أحمد والترمذي .

وليكن في ابتلائه صلى الله عليه وسلم عزاء لكل مُبتلى ، وفي مُصابه تسلية لكل مُصاب .
وفيه أيضا إرشاد الأمة إلى علاج مثل ذلك إلى وقع .

وقد يكون ذلك قبل أن يُؤمر بالأذكار .
كما أن السحر الذي وُضِع للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له تأثير كبير عليه صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان يُخيّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله .
وهذا يُؤكِّد أنه لم يكن له أدنى تأثير على تبليغه للرسالة .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد