[محب السلف]

...

هل يجوز أخذ قرض من أحد البنوك لإقامة مشروع تجاري يصلح لأن يكون سببا في دخل يعين علي نفقات الزواج مع العلم ان المقترض شاب يريد الزواج خشية الفتنه ورغبة في إقامة بيت مسلم وإنجاب ذرية مسلمه ان شاء الله وخوفا من تقدم السن به

فهو قد قرب علي الثلاثين من عمره وراتبه الذي يتقضاه من عمله لا يكفي لذلك ولا حتي يكفي حاجاته ؟

ارجو ان يحظي سؤالي بالإهتمام الكافي حيث انني في حاجه ماسه للمعرفه فالشاب في حيره من أمره فهو يخاف الفتنه وتفدم العمر به من جانب ومن آخر يخاف الوقوع في الربا المحرم



الجواب/ لا يُنال رضا الله عز وجل بسخطه، ولا يُتوصّل إلى ما عنده سبحانه وتعالى بمعصيته، وليس ما تخاف الوقع فيه بأقل إثما مما تُريد الوقوع فيه !

فالربا شأنه عظيم وخطره جسيم

قال عليه أفضل الصلاة وأتمّ السلام : الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم . رواه الحاكم ، وصححه على شرط الشيخين ، وهو في صحيح الجامع للألباني . وقال أيضا : درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشدّ من ستة وثلاثين زنية . رواه الإمام أحمد وغيره .

فكما أن الزنا فتنة وبلاء ، فالربا فتنة وبلاء ، بل هو أعظم وأشد . ولا يجوز الدخول في مشاريع ربوية لأجل أن يُحصّن الإنسان نفسه، بل عليه أن يتوكّل على الله في رزقه

وقد تكفّل الله لمن تزوّج يُريد العفاف بالرزق. قال عز وجل : ( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

وقال عليه الصلاة والسلام : ثلاثة حق على الله عز وجل عونهم : المكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف ، والمجاهد في سبيل الله . رواه الترمذي و النسائي ، وهو حديث صحيح .

فأين نحن من هذا الضمان ؟

وكم من الناس كانت لديه وظيفة أو كان غنياً ، ثم طُرد من وظيفته أو افتقر بعد غنى . فليست الوظيفة هي التي تضمن الرزق ، ولكن الرزق في السماء ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) فنحتاج إلى تصحيح هذا الخلل العقدي .

ونحتاج أيضا إلى هذا اليقين
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=735

والله أسأل أن يكفيك بحلاله عن حرامه ، وأن يغنيك بفضله عمن سواه .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد