[راجية العفو]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
بارك الله في علمك شيخنا الحبيب و زادك الله علما و فهما و صدقا من نعم الله عليّ اشتراكي في هذا المنتدى و استفتائي لكم فيما يشكل عليّ..
معذرة ان أثقلت عليكم و لكني افتقدت توجيهاتكم و نصائحكم في فترة غيابكم عن المنتدى..للك اعذرني شيخي الحبيب ان أثقلت عليكم ..
سؤالي هو هل يجوز التكنّي بكنى الصحابة؟؟
أحبّ كثيرا سيّدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه و علمت أن كنيته هي أبو عمرو ففكرت أن تكون هي كنيتي التي أنادى بها بين أهلي و أصحابي و أن أغيّر اسمي المستعار في المنتديات التي أشارك فيها الى "أبو عمرو التونسي" لكني خفت أن يكون فيها نوع من التزكية لأنها كنية صحابي و قد قرأت لكم فتوى سابقا لا تجيز التسمّي بأسماء الصحابة(مثل عمر الفاروق) و بحثت عن فتوى لكم حول التسمّي بكنى الصحابة فلم أجد...
كذلك شيخي هل في زيادة الانتساب لبلدي أي لفظ "التونسي" نوع من القومية و التعصب و تهميش لمعنى الأمّة الاسلامية أم لا حرج فيه اذ فيه انتساب لموطني؟؟؟لأني أخاف من أكون باسمي الجديد رافعا لشعار القومية البغيضة و التفرقة ...
أصبحت في حيرة فقلت أستفتي شيخنا الحبيب عبد الرحمان السحيم حفظه الله..
في انتظار جوابكم بارك ربّي فيكم...



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

تلك سُنّة ماضية .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٌ ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ . رواه مسلم .
وقال الْمُغِيرَة بن شُعْبَة رضي الله عنه : لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا : إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ : (يَا أُخْتَ هَارُونَ) ، وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ .

وقال الإمام البخاري : بَاب مَنْ سَمَّى بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاء .

ولا بأس بالتكنّي بِكُنى الصحابة رضي الله عنهم ، وذلك لأن هذا مِن التشبّه بالكِرام .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ؛ أبرّها قُلوبا ، وأعمقها عِلما ، وأقلّها تَكَلُّفا ، قَوم اختارهم الله لِصُحْبَة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ، ونَقْل دِينه ؛ فَتَشَبّهوا بأخلاقهم وطرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم . رواه أبو نُعيم في " الحلية " .

ولا بأس بالانتساب إلى البلد الذي ينتمي إليه الشخص ، وهذا كان مِن عادة ودأب العلماء قديما ، ولا يُنكَر ذلك إلاّ أن يكون الانتساب على سبيل التعصّب والتفاخر .
قال ابن الصلاح رحمه الله : وقد كانت العرب إنما تنتسب إلى قبائلهم ، فلما جاء الإسلام ، وغلب عليهم سكنى القرى والمدائن ، حَدَثَت فيما بينهم الانتساب إلى الأوطان . اهـ .

وممن انتسب إلى تونس :
خالد بن أبي عمران التجيبي ، أبو عُمر التونسي ، قاضي إفريقية . قال ابن يونس : كان مُفْتِي أهل مصر والمغرب ، توفي سنة خمس أو تسع وعشرين ومائة .
وابن دمدم : فقيه المغرب ، أبو العباس أحمد ابن العلامة عبد الرحمان بن أحمد الربعي التونسي المالكي ، مُفْتِي غرناطة .
وشيخ القراء والنحاة ، مجد الدين أبو بكر بن محمد بن قاسم التونسي ، نزيل دمشق .

وسبق :
هل يجوز التكني بكنية النبي صلى الله عليه وسلم ؟

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8331

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد