[محب السلف]

...

يا شيخ ما كيفية الاشتراط في الاعتكاف ؟

هل يتلفظ أم ماذا ؟



الجواب: أعانك الله .

قال الإمام الشافعي : ومن أراد أن يعتكف العشر الأواخر دخل فيه قبل الغروب ، فإذا هل شوال فقد أتم العشر . ولا بأس أن يشترط في الاعتكاف الذي أوجبه بأن يقول : إن عَرَض لي عارض خَرَجْتُ .

ويرى شيخنا الشيخ العثيمين " جواز اشتراط ذلك في ابتداء الاعتكاف ، فإذا نوى الدخول في الاعتكاف ، قال : أستثني يا رب عيادة المريض أو شهود الجنازة.

ولكن هذا لا ينبغي، والمحافظة على الاعتكاف أولى ، إلا إذا كان المريض أو من يتوقع موته، له حق عليه، فهنا الاشتراط أولى، بأن كان المريض من أقاربه الذين يعتبر عدم عيادتهم قطيعة رحم، فهنا يستثني، وكذلك شهود الجنازة " . اهـ .

أقول : والاعتكاف ليس كالحجّ ، فالحج يجب الْمُضِيّ في صَحِيحه وفاسِده ، ولا يجوز لمن تلبّس بِحجّ أو عمرة أن يقطعهما ، بِخلاف غيرهما من النوافل .

فلو اعتكف المسلم ثم بدا له أن يقطع الاعتكاف لِعارض فله أن يقطعه ، ثم إذا بَدا له أن يعتكف اعتكف مرة ثانية .

وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، فأمر فضُرب له خباء ، وأمَرت حفصة فضُرب لها خباء ، فلما رأت زينب خباءها أمَرت فضُرب لها خباء ، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : آلبِرّ يُردن ؟ فلم يعتكف في رمضان ، واعتكف عشراً من شوال .

وفي رواية في الصحيحين : آلبرّ أردن بهذا ؟ ما أنا بمعتكف ، فرجع ، فلما أفطر اعتكف عشراً من شوال .

وفي رواية : أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعتكف فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف إذا أخْبية ؛ خِباء عائشة ، وخِباء حفصة ، وخِباء زينب . فقال : آلبر تقولون بهن ؟ ثم انصرف فلم يعتكف حتى اعتكف عشرا من شوال .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد