[ناصرة السنة]

السؤال
فضيلة الشيخ
يقول العلماء في حديث إنما الأعمال بالنيات أن التروك لا تدخل في الحديث والتروك لا تحتاج لنية ، فكيف يوفق بين قولهم وبين قول الأصوليين بأن الترك عمل ومنه قول الصحابي: لئن قعدنا والنبي يعمل : فذاك منا العمل المضلل، وقولهم : والترك فعل في صحيح المذهب
وجزاكم الله خيراً




الجواب :
وجزاك الله خيرا .

هذه مسألة خلافية ، والصحيح ما ذكرته – حفظك الله - ، مِن أن النية تدخل حتى في التروك ، إلاّ أنها ليست شَرْط صِحّة ، بل هي شرط كمال .
قال النووي : وأما إزالة النجاسة فالمشهور عندنا أنها لا تفتقر إلى نِـيَّة ؛ لأنها من باب التروك ، والترك لا يَحتاج إلى نِـيّة ، وقد نقلوا الإجماع فيها . اهـ .

والإنسان يُؤجر على تَرْك ما حرَّم الله إذا احتسب ذلك .

قال الحافظ العراقي : وَإِنَّمَا لَمْ يَشْتَرِطُوا النِّيَّةَ فِي إزَالَةِ النَّجَاسَةِ ؛ لِأَنَّهَا مِنْ بَابِ التُّرُوكِ فَصَارَ كَتَرْكِ الْمَعَاصِي ، وَقَدْ يُعْتَرَضُ عَلَى هَذَا التَّعْلِيلِ بِأَنَّ الصَّوْمَ مِنْ بَابِ التُّرُوكِ أَيْضًا ؛ وَلِهَذَا لَا يَبْطُلُ بِالْعَزْمِ عَلَى قَطْعِهِ ، وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى وُجُوبِ النِّيَّةِ فِيهِ . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد