|
|
المنتدى :
إرشــاد الـصــلاة
مَن صلى وكان همّه الصلاة الأخرى فهل يُقال أنه في صلاة ما دام هذا حاله ؟
بتاريخ : 21-11-2012 الساعة : 10:41 PM
السؤال
شيخنا الفاضل نفع الله بعلمكم وبارك فيكم
دائما أتكلم مع الشباب عن الصلاة ومما أقول لهم ترغيبا : أن المسلم يصبح كل وقته في صلاة وهو ينتظر الصلاة وقلبه معلق بالمساجد كالتالي
أنه إذا صلى الظهر مثلا أو أي وقت وأراد النوم وضع المنبه على صلاة العصر وإذا صلى العصر وأراد أن يذهب لأي مكان فكر أن يصلي المغرب في المسجد الفلاني طبعا في المنطقة أو على طريقة وهو ذاهب وكذلك العشاء وهكذا طريقته أينما يذهب يحسب حساب الصلاة وهكذا يصبح دائما في صلاة .
هل ذلك صحيح ؟
جعلكم الله مباركين أينما تكونوا .

الجواب :
وبارك الله فيك .
صحيح مِن حيث تعلّق القلب في المساجد ، ففي حديث السَبْعَة الذين يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ . رواه البخاري ومسلم .
قال النووي : مَعْنَاهُ : شَدِيد الْحُبّ لَهَا وَالْمُلازَمَة لِلْجَمَاعَةِ فِيهَا ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ : دَوَام الْقُعُود فِي الْمَسْجِد . اهـ .
ومَن خَرَج وكانت الصلاة هَمّه ، فهو داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام : مَن كانت الآخرة هَمّه جَعل الله غِناه في قلبه ، وجَمَع له شَمْله ، وأتته الدنيا وهي رَاغِمة ، ومَن كانت الدنيا هَمّه جعل الله فَقره بين عينيه ، وفَرَّق عليه شَمْله ، ولم يأته مِن الدنيا إلاَّ ما قُدِّر له . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني بمجموع طُرُقه .
ويُمكن الاستدلال على ذلك بِقَول الله تعالى : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) .
ومَن نوى الخير فهو في خير .
قال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه : أوصني . قال : يا بُني انوِ الخير فإنك بخير ما نويت الخير .
وقال زيد الشامي : إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب .
وعن داود الطائي قال : رأيت الخير كله إنما يجمعه حُسن النية ، وكفاك بها خيرا وإن لم تَنْصَب . ذَكَرَه ابن رجب .
أي : وإن لم تتعب فإنك تُؤجَر على حُسن نِيّتِك .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|