|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
ما الفرق بين النصيب والكفل في هذه الآية(مَن يَشفَعْ شفاعَةً حَسَنة...)؟.
بتاريخ : 06-07-2013 الساعة : 05:52 PM
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفع الله بكم شيخنا الفاضل
أسألكم عن اختلاف اللفظ في هذه الآية:"مَن يَشفَعْ شفاعَةً حَسَنةً يكن له نصيبٌ منها ومَن يَشفَعْ شفاعَة سيئة يكن له كِفْلٌ منها وكان الله على كلّ شيء مقيتا" لماذا عبر عن الشفاعة الحَسنة بالنصيب والسيئة بالكفل ؟
جزاكم الله خير,وأحسن إليكم.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
النصيب : يُراد به الجزء من الأجر والثواب ، ولذلك قال ابن عباس رضيَ اللّهُ عنهما : الشَّفَاعَةُ الْحَسَنَةُ هِيَ الإِصْلاحُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَالشَّفَاعَةُ السَّيِّئَةُ هِيَ الْمَشْيُ بِالنَّمِيمَةِ بَيْنَ النَّاسِ .
وهذا تعريف بالمثال ، لا يُراد به الحصر .
وقال مجاهد والحسن وابن زيد وغيرهم : هي في شفاعات الناس بينهم في حوائجهم ، فمن يَشفع لينفع ، فَلَه نصيب ، ومَن يشفع ليضر فَلَه كِفْل
والكِفْل : الجزء مِن الذَّنب والوِزر .
قال البغوي في تفسيره : وَقَوْلُهُ : (كِفْلٌ مِنْهَا) ، أَيْ : مِنْ وِزْرِهَا . اهـ .
وقال القرطبي : وَالْكِفْلُ الْوِزْرُ وَالإِثْمُ . اهـ .
وقيل : السبب في التغاير والاختلاف في التعبير أن النصيب يُضاعَف ، والكفل لا يُضاعف .
قال القاسمي : نكتة اختيار النصيب في (الحسنة) والكفل في (السيئة) .. أن النصيب يشمل الزيادة ؛ لأن جزاء الحسنات يضاعف ، وأما الكِفل فأصْله المركَّب الصعب ، ثم استعير للمثل المساوي ؛ فلذا اختِير ، إشارة إلى لطفه بعباده ، إذْ لم يُضاعِف السيئات كالحسنات . ويقال: إنه وإن كان معناه المثل لكنه غَلَب في الشر ، ونَدَر في غيره ، كقوله تعالى: (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) ، فلذا خصّ به السيئة تَطْرِية وهَرَبا مِن التكرار .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|