[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم
توفي والدي بعد إجراء عملية تغيير مفصل ولي سؤالين :
كيفية التخلص من عقدة الذنب باقتراحي له لإجراء هذه العملية ؟؟!
والسؤال الثاني : هل نحتسبه من الشهداء لوفاته خارج بيته و بعد إجراء عملية جراحية ؟؟!!
أيضا أريد اقتراحات لبره بعد موته و صدقات جارية و كذلك اقتراحات تعينني و تعين أهلي على الصبر و أرجو الدعاء له بالرحمة و المغفرة و الدعاء لأهلي و لي بالصبر و السكينة.




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانكم الله .

أولاً : ليس هناك أحد يقترح على قريب له أو عزيز لديه إلاّ ما يرى فيه الرشد والصلاح ، ولو كان يعلم أنه يضرّه لم يقترح عليه ما فيه ضرر .
وعادة عملية تغيير المفصل ونحوها ليست مِن العمليات الخطيرة التي تؤدِّي إلى الوفاة ، فيكون الإنسان مات بِالقَدَر المحتوم ، ولا يكون للعملية تأثير ، هذا في الغالب .

ثانيا : ما يُصيب المؤمن مِن تعب ونصَب بل وظمأ هو مأجور عليه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن ، حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلاَّ كُفِّرَ به من سيئاته . رواه البخاري ومسلم .

ثالثا : مما يصِل إلى الميت دعاء أولاده له ، وما يُخرج عنه مِن صدقات .
وسبق :
الصدقة الجارية عن الميت
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=388

وعلى الإنسان أن يعلم أن ما عند الله خير لِعبده المؤمن .
والمؤمن إذا مات ارتاح مِن تَعَب هذه الدنيا ومِن نَصَبِها ، كما قال عليه الصلاة والسلام : مُسْتَرِيح ومُسْتَرَاح منه . قالوا : يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه ؟ فقال : العبد المؤمن يستريح مِن نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب .

وأن على الإنسان أن يصبر ويتصبّر ؛ لأن الموت غاية كل حيّ ، ولو كان أحد يبقى لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لِيعَزّ المسلمين في مصائبهم المصيبة بي . رواه الإمام مالك في الموطأ ، وصححه الألباني .
وليعلم أن الندم لا يُعيد ما فات ، وإنما تيلب الحسرة ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا . وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فإن لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ . رواه مسلم .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية