|
|
المنتدى :
قسـم الأنترنـت
في قِسم الإشراف يُتحدّث عن العضو المخالِف والذي ينشر المعصية فهل تُعتبَر هذه غيبة ؟
بتاريخ : 17-03-2015 الساعة : 02:44 PM
السؤال
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على خير مبعوث للعالمين وبعد
فضيلة الشيخ اثابك الله بما تقدموه من خدمات جليلله في عالم الانترنت
اساال ربي ان لايحرمكم الاجر وان يُسدد خطاكم لما يحب ويرضى وان يجزيكَ عنا خير الجزاء
انه ولي ذلك والقادر عليه ..
سؤالي انا مشرفه في منتدى ع القسم الاسلامي
ويحصل كما هي عادة المنتديات ان نوقف بعض الاعضاء المخالفين بسبب مخالفتهم
لشروط المنتدى او التعدي ع احد الاعضاء او بسبب التعارف بين الجنسين
مايهم ياشيخ والي انا خايفه منه انو لما نوقف عضوو لازم ننزل احنا المشرفين مووضوع انو
وقفنا العضوو فلان بذكر اسمه ونذكر سبب توقيفه والموضووع يطلع عليه كل من الاداره
والمشرفين والمشرفات وكل يدلي برايه فيحصل انو نتكلم ع الشخص وقد
يقول البعض انو مو متربي او من هذا القيبل علماً ان بعض الآشخاص الي نوقفهم ينزلوو مواقع وصور جنسيه وهكذا
فهل فعلنا هذا
يعد من الغيبه للآعضاء الي تم توقيفهم او نُعد ممن فضح اخوانه المسلمين
والسموحه ياشيخ ع الآطاله ..

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يُعتبَر ذلك من الغيبة ؛ لأن الْمُتَكَلَّم فيه هو مَن جَنَى على نفسه .
قَالَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ : مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الْحَيَاءِ فَلا غِيبَةَ فِيهِ .
وقال الإمام أحمد : إذَا كَانَ الرَّجُلُ مُعْلِنًا بِفِسْقِهِ فَلَيْسَتْ لَهُ غِيبَة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ما يُذْكَر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا غيبة لِفَاسِق " فليس هو مِن كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، لكنه مأثُور عن الحسن البصري أنه قال : أتَرْغَبون عن ذِكْر الفاجر ؟ أذكروه بما فيه يَحْذَره الناس . وفي حديث آخر : " مَن ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له " .
وهذا النوعان تجوز فيهما الغيبة بلا نِزاع بين العلماء .
أحدهما : أن يكون الرجل مُظْهِرًا للفجور ، مثل الظلم والفواحش والبدع المخالفة للسنة ، فإذا أظهر المنكر وَجَب الإنكار عليه بحسب القدرة ، ويُهْجَر ، ويُذْكَر ما فَعله ، ويُذَمّ على ذلك ، ولا يُرَدّ عليه السلام إذا أمكن مِن غير مَفْسَدة راجحة ، وينبغي لأهل الخير أن يَهْجُروه حَيًّا إذا كان في ذلك كَفّ لأمثاله ، ولا يُشَيِّعوا جنازته ، وكل مَن عَلِم ذلك منه ولم يُنْكِر عليه فهو عاصٍ لله ورسوله ، فهذا معنى قولهم : " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبية له " أي : مَن كان مُستترا بِذَنْبِه مُسْتَخْفِيًا فإن هذا يُسْتَر عليه ، لكن يُنْصَح سِرًّا ، ويَهجره مَن عَرف حاله حتى يتوب ، ويَذْكُر أمْرَه على وَجه النصيحة .
النوع الثاني : أن يُسْتَشَار الرَّجُل في مناكحته ومعاملته ، أو استشهاده ، ويَعلم أنه لا يصلح لذلك ، فينصح مُسْتَشِيره بِبَيان حاله ، فهو كما قال الحسن : اذْكُروه بما فيه يحذره الناس . فإن النصح في الدِّين من أعظم النصح في الدنيا .
وإذا كان الرجل يترك الصلاة ويرتكب المنكرات وقد عاشَر مَن يُخَاف عليه أن يُفْسِد دِينه فلا بُدّ أن يُبَين أمره لِيَتَّقِى مُبَاشرته ، وإذا كان مُبْتَدِعًا يدعو الناس إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة ويُخاف أن يُضِلّ الناس بذلك فلا بُدّ أن يُبين أمره للناس لِيَتَّقُوا ضلاله ، ويَعلموا حاله ، وهذا كله يجب أن يكون على وَجْه الـنُّصْح وابتغاء وَجه الله ، لا لهوى الشخص مع الإنسان ، مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية ، أو تحاسد ، أو تباغض ، أو تنازع على رياسة ، فيتكلم بِمَسَاوية مُظْهِرا للنصح ، وفي باطنه البغض وشفاؤه غَيظه منه ، فهذا من عمل الشيطان ... بل ينبغي أن يَقصد أن يُصْلح الله ذلك الشخص ، ويكفي المسلمين ضَرره فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ . اهـ .
قال ثابت البناني : كنت عند الحسن رحمه الله ، فقام إليه سائل ضرير البصر ، فقال : تَصَدّقوا على مَن لاَ قائد له يَقوده ، ولا بَصَر يَهديه . فقال الحسن : ذاك صاحب هذه الدار ! - وأشار به إلى جارِه خَلْفه ، يعني عبد الله بن زياد - ما كان مِن جميع حَشَمه قائد يَقوده إلى خير ، ولا يُشِير عليه به ، ولا كان مِن قِبَل نَفْسه له بَصَر يُبْصِر به وينتفع به . رواه الإمام أحمد في " الزهد " .
ولا يُخالِف هذا ما قلته في فتوى سابقة :
بالنسبة للكلام عن الأعضاء داخل الأقسام الإدارية فإن كان من باب التندّر والاستهزاء فلا يجوز ، وإن كان من باب نقْد الفِكرة ، أو كان الكلام عن الطَّرْح ونوعيته ، فلا إشكال ؛ لأن الكلام حينئذ يكون عن الفكرة وعن الطرح ، وليس عن شخص مُعيّن .
لأن ذلك السؤال كان عن الـتَّنَدّر والسخرية بالأعضاء !
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|