العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.79 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي ما هي دوافع العشق ؟
قديم بتاريخ : 30-08-2015 الساعة : 11:39 PM


السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
تحية طيبة و بعد
أريد أن أسأل عن ما أسمعه في المحاضرات الصوتية على الشبكة لبعض المشايخ و كلامهم عن العشق بين الرجال و أنه يصل إلى حد الشرك!
فما طبيعة هذا الشيء و ما هي دوافعه و أسبابه أفدنا رحمك الله



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ورَحِمك الله .

سُئل ابن القيم رحمه الله سؤالا :
مَا تَقُولُ السَّادَةُ الْعُلَمَاءُ ، أَئِمَّةُ الدِّينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ - فِي رَجُلٍ ابْتُلِيَ بِبَلِيَّةٍ وَعَلِمَ أَنَّهَا إِنِ اسْتَمَرَّتْ بِهِ أَفْسَدَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ ، وَقَدِ اجْتَهَدَ فِي دَفْعِهَا عَنْ نَفْسِهِ بِكُلِّ طَرِيقٍ ، فَمَا يَزْدَادُ إِلَّا تَوَقُّدًا وَشِدَّةً ، فَمَا الْحِيلَةُ فِي دَفْعِهَا ؟ وَمَا الطَّرِيقُ إِلَى كَشْفِهَا ؟ فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعَانَ مُبْتَلًى ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، أَفْتُونَا مَأْجُورِينَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى .

فأجاب ابن القيم رحمه الله بِكتاب كامل ! وهو كتاب " الجواب الكافي لِمن سأل عن الدواء الشافي " ، وطُبِع بعنوان " الداء والدواء " .

ويُوجَد مِمّن انتكست فِطرهم مَن يتعلّق بالْمُرْدان ، ويرغب فيهم رغبة قوم لوط في الذكور دون الإناث – نسأل الله السلامة والعافية – .

وأعظم أسبابه : قسوة القلب وضَعْف الإيمان ، وانتكاس الفِطَر ، ومُصاحبة المردان ، والنظر إليهم بِشهوة .
وكان السلف يُحذِرون ويَنهَون عن النظر إلى الشاب الأمرد ، بل وعن الْمَبِيت معه !

قال سعيد بن المسيب: إذا رأيتم الرجل يُلحّ بالنظر إلى الغلام الأمْرد فاتَّهِمُوه .

وجَاءَ رَجُلٌ إلَى أَحْمَد بن حَنْبَلٍ مَعَهُ غُلامٌ أَمْرَدُ حَسَنُ الْوَجْهِ ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: ابْنِي ، فَقَالَ : لا تَجِئْ بِهِ مَعَك مَرَّةً أُخْرَى ، فَلامَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ أَحْمَد: عَلَى هَذَا رَأَيْنَا أَشْيَاخَنَا ، وَبِهِ أَخْبَرُونَا عَنْ أَسْلافِهِمْ .
وَجَاءَ حَسَنُ بْنُ الرَّازِي إلَى أَحْمَد وَمَعَهُ غُلامٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُ سَاعَةً ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ قَالَ لَهُ أَحْمَد : يَا أَبَا عَلِيٍّ لا تَمْشِ مَعَ هَذَا الْغُلامِ فِي طَرِيقٍ ! فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إنَّهُ ابْنُ أُخْتِي قَالَ: وَإِنْ كَانَ ، لا يَأْثَمُ النَّاسُ فِيك . ذَكَره شيخ الإسلام ابن تيمية .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : كان يقال: لا يَبيت الرَّجُل في بيت مع الغلام الأمرد !

وقال : النَّظَرُ إلَى وَجْهِ الأَمْرَدِ بِشَهْوَةِ كَالنَّظَرِ إلَى وَجْهِ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ وَالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ بِالشَّهْوَةِ ، سَوَاءٌ كَانَتْ الشَّهْوَةُ شَهْوَةَ الْوَطْءِ ، أَوْ كَانَتْ شَهْوَةَ التَّلَذُّذِ بِالنَّظَرِ ، كَمَا يَتَلَذَّذُ بِالنَّظَرِ إلَى وَجْهِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ ؛ كَانَ مَعْلُومًا لِكُلِّ أَحَدٍ أَنَّ هَذَا حَـرَامٌ ، فَكَذَلِكَ النَّظَرُ إلَى وَجْهِ الأَمْرَدِ بِاتِّفَاقِ الأَئِمَّةِ .

وقال : التَّلَذُّذُ بِمَسِّ الْأَمْرَدِ كَمُصَافَحَتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ : حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، كَمَا يَحْرُمُ التَّلَذُّذُ بِمَسِّ ذَوَاتِ مَحَارِمِهِ وَالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ ، بَلْ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ : أَنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ إثْمًا مِنْ التَّلَذُّذِ بِالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ .

وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة مع المرأة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ مَعَ الْمَرْأَةِ ، وَكَذَلِكَ مَحَارِمُ الْمَرْأَةِ ، مِثْلُ : ابْنِ زَوْجِهَا وَابْنِهِ ، وَابْنِ أَخِيهَا وَابْنِ أُخْتِهَا ، وَمَمْلُوكِهَا عِنْدَ مَنْ يَجْعَلُهُ مَحْرَمًا ؛ مَتَى كَانَ يَخَافُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةَ أَوْ عَلَيْهَا تَوَجَّهَ الاحْتِجَابُ بَلْ وَجَبَ . وَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالاحْتِجَابِ فِيهَا مَظِنَّةُ الْفِتْنَةِ . اهـ .


قال ابن كثير : قال كثير مِن السَّلف : إنهم كانوا ينهَون أن يُحِدَّ الرجل بَصَره إلى الأمْرَد . وقد شَدَّد كثير من أئمة الصوفية في ذلك ، وحَرَّمه طائفة من أهل العِلْم ، لِمَا فيه من الافتتان ، وشَدّد آخرون في ذلك كثيرًا جدًا . اهـ .

وقال ابن القيم في " إغاثة اللهفان " عن الغناء : وأما سَمَاعه مِن المرأة الأجنبية أو الأمْرَد فَمِن أعظم الْمُحَرَّمَات وأشدّها فَسَادًا للدِّين . اهـ .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى