|
|
المنتدى :
قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
أشعر بتعاسة فهل يجوز أن أدعوَ على نفسي بالموت ؟
بتاريخ : 16-11-2015 الساعة : 07:11 PM
السؤال
انا كئبه اصلا انا انسانه ماعندها حظ في الدنيا
عندي سؤال شنو اسوى اذا ادعي الله سبحانه وافعل معصيه ملازمتني يغلبني الشيطان وافعلها
وادري ان الله سبحانه لا يستجيب للعاصي ؟ اكرت نفسي هل يجوز ان ادعي علي نفسي بلموت؟

الجواب :
الإنسان هو الذي يجلب لنفسه التعاسة ، أو يصنع لها السعادة .
والسعادة في طاعة الله تعالى .
والتعاسة في المعصية .
ومَن غلبته نفسه على المعصية ثم نَدِم وتاب إلى الله ، فإن الله يتوب عليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : الندم توبة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
والمذموم الإصرار على المعصية .
قال تعالى في مدح الْمُتَّقِين : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) .
وليس هناك أحد لا يستطيع تَرْك المعصية ؛ لأن الله عزّ وَجَلّ جَعل في الإنسان القدرة على ترك المعصية ، وإلاّ لَمَا نهاه عنها ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ . رواه البخاري ومسلم .
فلم يَقُل عليه الصلاة والسلام في التَّرْك والانتهاء : فانتهوا ما استطعتم ! وإنما قال : " إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ " ؛ لأنه لا عُذْر لأحدٍ بِفْعل الْمُحرَّم .
والمسألة تحتاج على صبر ومُصابَرة ، وإلى جِهاد ومُجاهدة ، وعدم استسلام للشيطان ، وانتصار على النفس والهوى والشهوة .
ومَن الذي يَعْلَم أن الله سبحانه وتعالى لم يستجب له ؟
لأن مَن دعا بِصِدْق وإخلاص وخَلا مِن الموانع استُجيب له .
والاستجابة واحدة مِن ثلاث صُور .
قال عليه الصلاة والسلام : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا . قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ، قَالَ : اللهُ أَكْثَرُ . رواه الإمام أحمد . وهو حديث صحيح .
وسبق :
اعترف ... أحسن لك !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=662
ما حُكم تَمنّي الموت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4577
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|