|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
كم درجات المحبة ؟ وهل منها ما يُدخِل الإنسان في الكفر ؟
بتاريخ : 14-02-2010 الساعة : 10:24 PM
يا شيخ
المحبة كم درجة ؟ وهل منها يدخل الانسان في الكفر ؟

الجواب :
المحبة من شروط ( لا إله إلاّ الله ) .
قال الشيخ حافظ حكمي عن شروط شهادة التوحيد :
وبشروط سبعة قد قُيِّدَتْ *** وفي نصوص الوحي حقا وَرَدَتْ
فإنه لم ينتفع قائلُها *** بالنطق إلاّ حيث يستكملها
العلم واليقين والقبولُ *** والانقيادُ فادْرِ ما أقولُ
والصدق والإخلاص والمحبهْ *** وفقك الله لما أحبّه
والمحبة أنواع .
قال ابن القيم : الْمَحَبّة ثلاثة أقسام :
مَحَبة الله ، والْمَحَبّة له وفيه ، والْمَحَبّة معه .
فالْمَحَبّة له وفيه مِن تمام محبته وموجباتها لا من قواطعها ، فإن مَحَبّة الحبيب تقتضي مَحَبة ما يُحِبّ ، ومَحَبة ما يُعين على حُبّه ويُوصل إلى رضاه وقُرْبه ، وكيف لا يحب المؤمن ما يستعين به على مرضاة ربه ويتوصل به إلى حُبّه وقُربه ؟ وأما الْمَحَبّة مع الله فهي المحبة الشركية ، وهي كمحبة أهل الأنداد لأندادهم ، كما قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ، وأصْل الشِّرك الذي لا يغفره الله هو الشرك في هذه المحبة ، فإن المشركين لم يزعموا أن آلهتهم وأوثانهم شَارَكَتِ الرَّب سبحانه في خلق السموات والأرض وإنما كان شِركهم بها من جهة محبتها مع الله ، فَوَالَوا عليها ، وعَادَوا عليها ، وتَألّهُوها ، وقالوا : هذه آلهة صغار تُقَرّبنا إلى الإله الأعظم ! فَفَرْق بين مَحبة الله أصلا ، والمحبة له تَبَعًا ، والمحبة معه شِركا . وعليك بتحقيق هذا الموضع ، فإنه مَفْرق الطرق بين أهل التوحيد وأهل الشرك . اهـ .
والمحبة منها ما هو شِرْك .
قال ابن كثير : قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ) يعني المشركين ، (مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا) ، أي : أصناما يعبدونها ، (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) ، أي : يُحِبّون آلهتهم كَحُبّ المؤمنين الله . وقال الزجاج يُحِبّون الأصنام كما يُحِبّون الله ؛ لأنهم أشركوها مع الله فَسَوّوا بين الله وبين أوثانهم في الْمَحبة . (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ، أي : أثبت وأدوم على حُبّه من المشركين ؛ لأنهم لا يختارون على الله ما سواه . اهـ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمُتَّخِذ إلَهَه هَواه له مَحبة كَمَحَبّة المشركين لآلهتهم ومَحبة عُبّاد العِجْل له ، وهذه محبة مع الله لا محبة لله ، وهذه محبة أهل الشرك ، والنفوس قد تدّعِي مَحَبة الله وتكون في نفس الأمر مَحَبة شِرْك تُحِبّ مَا تَهْواه وقد أشركته فى الحب مع الله ، وقد يَخْفَى الهوى على النفس ، فإن حُبّك الشيء يُعْمِي و يُصِمّ ! وهكذا الأعمال التى يظن الإنسان أنه يعملها لله وفى نفسه شِرك قد خَفِي عليه ، وهو يعمله إمّا لِحُبّ رياسة ، وإما لِحُبّ مَال ، وإما لِحُبّ صُورة . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|