هل يجوز رجل يقول يا وجه الله..
--------------------------------------------------
هل يجوز استعانه او استغاثه بصفات الله عزوجل
مثله يا غياث المستغيثين او يا صريخ المستصرخين او يا عون المؤمنين ؟
الجواب :
تُشرع الاستغاثة بِالله مع ذِكر صِفَة مِن صِفات الله عزّ وجلّ .
ولا يجوز دعاء الصفة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع ، كما جاءت به الأحاديث ، وأما دُعاء صِفَاته وكَلِمَاته فَكُفْر باتفاق المسلمين . فهل يقول مسلم : يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني ؟ أو : يا عِلم الله ، أو يا قدرة الله ، أو يا عِزّة الله ، أو يا عظمة الله ، ونحو ذلك ؟ . اهـ .
وسألت الشيخ عبد العزيز الراجحي - حفظه الله - عن قول شيخ الإسلام ابن تيمية في دعاء الصِّفَة ، فقال : الذي يَدعو الصِّفَة كأنه يدعو مؤنّث !
فقلت : وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث في صحيح مسلم : " أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ " ، ونحو قول : أعوذ بِعزّة الله ؟
فقال : هذا يدعو الله بِصِفَة مِن صِفاته ، وليس يسأل الصِّفَة بذاتها .
وقال الشيخ علوي السقاف : يُدعى اللهُ بأسمائه ، فنقول : يا رحيم ! ارحمنا ، ويا كريم! أكرمنا ، ويا لطيف! الطف بنا ، لكن لا ندعو صفاته فنقول : يا رحمة الله! ارحمينا ، أو : يا كرم الله ! أو :يا لطف الله ! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف ؛ فالرحمة ليست هي الله ، بل هي صفةٌ لله ، وكذلك العِزّة ، وغيرها ؛ فهذه صِفات لله ، وليست هي الله ، ولا يجوز التعبد إلاّ لله ، ولا يجوز دعاء إلاَّ الله ؛ لقوله تعالى : ( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) ، وقوله تعالى : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، وغيرها من الآيات . اهـ .
فائدة :
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
يا غائث المستغيثين :
هذا لحن صوابه : يا مغيث المستغيثين ؛ لأنه مِن " أغاث " الرباعي . ويقال : يا غياث المستغيثين .
ونَقَل عن الخطابي قوله : في شأن الدعاء :
ومما يسمع على ألسنة العامة ، وكثير من القصاص قولهم : يا سبحان ، يا برهان ، يا غفران ، يا سلطان ، وما أشبه ذلك .
وهذه الكلمات ، وإن كان يتوجه بعض في العربية على إضمار النسبة بِـ " ذِي " ، فإنه مُستهجن ، مهجور ؛ لأنه لا قُدرة فيه . ويغلط كثير منهم في مثل قولهم : يا رب طه ، ويس ، ويا رب القرآن العظيم . وأول من أنكر ذلك ابن عباس : فإنه سمع رجلاً يقول عند الكعبة : يا رب القرآن ، فقال :
مه ! إن القرآن لا ربّ له ، إن كل مربوب مخلوق . ا هـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض