|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل يجوز أن أضع لوحة على جدار المسجد توضح مكان رمي النفايات ؟
بتاريخ : 30-06-2016 الساعة : 07:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الله عز وجل أن يثبت قلبك وقلبي على الإيمان ويتوفنا مسلمين.
شيخنا الفاضل لقد سألتك فيما مضى عن رمي النفايات بجوار المسجد أريد أن أضع لوحة صغيرة على جدار المسجد في مكان رمي النفايات . هل آثم ؟ وأريد بعض الأحاديث وقصة المرأة التي دخلت النار بسبب إيذاء جارها ؟ لكي أكتبها

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
أنت مأجور – إن شاء الله – على فِعلك هذا ؛ لأن فِعلك هذا مِن تعظيم شعائر الله .
وأما قصة المرأة التي تُؤذي جيرانها ، فقد رواها الإمام أحمد والبخاري في الأدب الْمُفْرَد والحاكم - وصحَّحه - مِن حديث أبي هريرة أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إنَّ فُلانة تَصُوم النهار ، وتَقُوم الليل ، وتَفعل ، وتَصَّدَّق ، وتُؤذي جِيرانها بِلِسَانِها . فقال : لا خَير فيها ، هي في النار . قيل : فإنَّ فَلانة تُصَلي المكتوبة ، وتَصوم رمضان ، وتَتَصَدَّق بأثْوارٍ مِن أقِط ، ولا تؤذي أحَدًا بِلِسَانِها . قال : هي في الجنة .
ورمي الزبائل بالقرب مِن المسجد خِلاف الأدب مع الله ، وخِلاف تعظيم شعائر الله .
وقد بيّن ابن القيم رحمه الله أن الأدب ثلاثة أنواع : أدب مع الله سبحانه ، وأدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم وشَرْعه ، وأدب مع خَلْقِه .
فالأدب مع الله ثلاثة أنواع أحدها :
صيانة معاملته : أن يَشُوبَها بِنَقِيصة .
الثاني : صيانة قلبه أن يَلْتَفِت إلى غيره .
الثالث : صيانة إرادته أن تتعلق بما يَمْقُتك عليه .
قال أبو علي الدقاق : العبد يَصِل بطاعة الله إلى الجنة ، ويَصِل بأدَبِه في طاعته إلى الله .
وقال : رأيت مَن أراد أن يَمُدّ يَدَه في الصلاة إلى أنفه فقبض على يده .
وقال ابن عطاء : الأدب الوقوف مع الْمُسْتَحْسَنَات . فقيل له : وما معناه ؟ فقال : أن تُعَامِله سبحانه بالأدب سِرًّا وعَلَنًا ...
وقال أبو علي : مَن صَاحَب الملوك بغير أدب أسْلَمه الجهل إلى القتل !
وقال أبو علي : تَرْك الأدب يُوجِب الطَّرْد ؛ فمن أساء الأدب على البساط رُدّ إلى الباب ، ومَن أساء الأدب على الباب رُدّ إلى سياسة الدواب !
وقال يحيى بن معاذ : مَن تأدّب بِأدَب الله صار مِن أهل محبة الله .
وقال ابن المبارك : نحن إلى قليل مِن الأدب أحوج منا إلى كثير مِن العِلْم .
وسئل الحسن البصري رحمه الله عن أنفع الأدب فقال : الـتَّفَقّه في الدِّين والزهد في الدنيا والمعرفة بما لله عليك .
وقال أبو حفص لما قال له الجنيد : لقد أدبت أصحابك أدب السلاطين . فقال : حُسْن الأدب في الظاهر عنوان حُسن الأدب في الباطن ، فالأدب مع الله حُسْن الصحبة معه بإيقاع الحركات الظاهرة والباطنة على مُقْتَضَى التعظيم والإجلال والحياء ، كَحَال مُجَالِس الملوك ومُصَاحِبهم .
وهنا :
لم تُبْنَ لهذا!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6125
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|