|
|
المنتدى :
إرشـاد الحـج والعمـرة
رجُل يمتلك مالاً للحج فهل يجوز أن يتصدّق به ويترك الحج ؟
بتاريخ : 01-03-2017 الساعة : 06:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً ووفقكم
شيخنا الفاضل يقول السائل : رجل ظروفه المادية صعبة جمع مبلغاً من المال ليكفيه رحلته للحج
والمبلغ جمعه على مدى عشر سنوات تقريباً نظراً لارتفاع تكاليف الحج ، وفي نفس الوقت يتألم لما يحصل للمسلمين في سوريا ، فأراد دفع المبلغ الذي جمعه للحج لعائلة سورية إنقاذاً لها من الموت بسبب الجوع واستغفر الله لعدم ذهابه للحج .
فهل هو آثم ؟
شيخنا الفاضل هذا السؤال لابن أختي الذي يقيم في دولة أوربية أردت توضيح نقطة هو يفكر بها
وهي : برأيه لو كل من أراد الحج دفع المبلغ للمسلمين الذين يموتون جوعاً لكان أولى من الحج إنقاذاً لهم .
فما رأيكم ؟ وجزاكم الله خيراً وحفظكم

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
مَن وَجَد ما يحجّ به ؛ فيجب عليه أن يحجّ ، ويُقدِّم الحج لأنه مأمور به ابتداء ، ولأن الحج رُكن من أركان الإسلام ، بينما لا يجب عليه ابتداء إطعام الجياع ؛ فيُقدِّم الرُّكن على ما هو دونه في الرُّتبة ، بالإضافة إلى وُجود مَن يتكفّل بِرعاية إخواننا اللاجئين ، مع وُجود تقصير مِن المسلمين .
ويبدأ الإنسان بنفسه فيُخلّصها مما لَزِمه وثَبَت في ذِمّته ، ولذا لا يُجيز العلماء الصدقة ممن عليه دَين ، ودَين الله أحقّ بالوفاء .
وقد جاءت امرأة من جهينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحجّ ، فلم تحجّ حتى ماتت ، أفأحجّ عنها ؟ قال : نعم ، حجّي عنها . أرأيت لو كان على أمك دَين ، أكنت قاضيته ؟ اقضوا الله ، فالله أحق بالوفاء . رواه البخاري .
وَلَمّا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَصَدَّقُوا . قَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي دِينَارٌ . قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ . قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ . قَالَ : تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجِكَ . قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ . قَالَ : تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ . قَالَ : عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ . قَالَ : تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ . قَالَ : عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ . قَالَ: أَنْتَ أَبْصَرُ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . وقال الألباني : حسن .
وسبق الجواب عن :
هل الصَّدَقة على إخواننا السوريين أعظم أجرا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13153
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|