[نسمات الفجر]

أينكر على إمام من عادته عند قراءته في الجهرية أن يختار الآيات من وسط السور ومن آخرها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم وفقه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
هل ينكر على إمام من عادته عند قراءته في الجهرية أن يختار الآيات من وسط السور ومن آخرها ؟
وهل فعله يعد من البدع لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبتدئ القراءة من وسط السورة ولا من آخرها
والله يحفظكم ويرعاكم



الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .

لا يُنكَر عليه ، ولا يُعتبر فعله هذا من البِدَع ، فإن الله أمَرَ بقراءة ما تيسّر من القرآن ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يُحسن الصلاة بقراءة ما تيسّر .
قال الله عز وجل : (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته : ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن . رواه البخاري ومسلم .

قال ابن قدامة : وَلا تُكْرَهُ قِرَاءَةُ أَوَاخِرِ السُّوَرِ وَأَوْسَاطِهَا فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ . نَقَلَهَا عَنْ أَحْمَدَ جَمَاعَةٌ ؛ لأَنَّ أَبَا سَعِيد ، قَالَ : أُمِرْنَا أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَمَا تَيَسَّرَ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُخْرُجْ ، فَنَادِ فِي الْمَدِينَةِ ، أَنَّهُ لا صَلَاةَ إلاَّ بِقُرْآن ، وَلَوْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ . أَخْرَجَهُمَا أَبُو دَاوُد وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لا يَتَعَيَّنُ الزِّيَادَةُ .
وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُود ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الآخِرَةِ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ ، آخِرَ آلِ عِمْرَانَ وَآخِرَ الْفُرْقَانِ ، رَوَاهُ الْخَلالُ ، بِإِسْنَادِهِ .
وَعَنْ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، قَالَ : كَانَ أَصْحَابُنَا يَقْرَءُونَ فِي الْفَرِيضَةِ مِنْ السُّورَةِ بَعْضَهَا ، ثُمَّ يَرْكَعُ ، ثُمَّ يَقُومُ ، فَيَقْرَأُ فِي سُورَة أُخْرَى .

وقال ابن مفلح : ولا تكره قراءة أواخر السور وأوساطها . وعنه : يُكْره تكرارها ، وأقل أحواله الكراهة .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد