|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
هل يجب على الطالب الإنكار على زملائه إذا غشوا في الامتحانات ؟
بتاريخ : 24-02-2010 الساعة : 02:06 AM
اتوجه بالسؤال اليكم لاجد الجواب الشافي لتساؤلي:
كنت طالبة في الجامعة حيث تخرجت الفصل الدراسي الماضي و لكن طيلة فترة الاختبارات سواء الاختبارات الشهرية او النهائية يقع نظري على طالبات يقمن باستخدام اجهزة الهواتف النقالة للغش اثناء الاختبار و ذلك اثناء تجهيزها للنقال في الحمام قبل موعد الاختبار
فكنت اذا رايت شيئا كهذا ان اعرف اولا مكان القاعة التي بها الاختبار حتى لو تهربت مني الطالبة اتمكن من اخبار استاذ المادة و له ما يفعل ما يمليه عليه ضميره بعد ان اعلمه، فبعض الحالات كانت تتصنع الاستجابة فكنت ابلغ استاذ المادة و اذهب الى اختباري و لكن حالات اخرى كانت تتطاول علي الطالبة و ترفض خلع سماعة النقال قبل الدخول الى قاعة الاختبار مع اني كنت حسنة اللفظ معها و عندما لا تستجيب كنت اقول لها اني سابلغ الاستاذ اذا لم تخلع السماعة حيث فضلت اعطائها فرصة للتراجع قبل ابلاغ الاستاذ مباشرة و لكن كنت افاجئ بالقول منها انني لا شان لي بذلك و ما دمت انني ابلغتها فما يجب علي الا الانصراف فهي حرة فيما تفعل و لست انا واصية عليها
الذي يحيرني الان الم يكن علي منع وقوع الغش مادمت رايت الحالة فاصراري على خلع السماعة او ابلاغ الاستاذ قبل دخول الطالبة لقاعة الاختبار كان من وجهة نظري محاولة لمنع الغش
و سؤالي الى اين ينتهي دوري؟ هل يجب علي فقط اسداء النصيحة لها و انصرف الى حال سبيلي و انا واثقة انها ستدخل القاعة و تغش؟ ام اصر على موقفي في عدم دخولها القاعة و عند رفضها ابلغ استاذ المادة؟ مهما كانت ردة فعلها؟! و مهما قيل ان الاستاذ لا يهتم لمسالة الغش و هناك العديد من الطالبات اللاتي يقمن بالغش داخل القاعة سواء بعلم الاستاذ ام بغير علمه؟! و ماذا اقول عندما يقال لي انني لن اغير العالم و هناك الكثير من حالات الغش ؟!
انا مقتنعة انني يجب مواجهة المنكر حين اراه و لكن الى اين ينتهي واجبي؟! هل الابلاغ و الانصراف و ان ادركت النية على القيام بالمنكر ام اتدخل باي طريقة لمنع الحدث؟
و فقكم الله و رعاكم
هذه المسالة مهمة و اتمنى قراءة الجواب الشافي منكم
في امان الله

الجواب:
بارك الله فيك
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب الفلاح ، لقوله تبارك وتعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للهلاك بل سبب لِلَّعنة .
قال سبحانه وتعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَر فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) .
وقال تبارك وتعالى : ( وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) .
وهذا تحذير لهذه الأمة أن تأخذ مأخذ القرون قبلها .
وقال عليه الصلاة والسلام : وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُـرُنّ بالمَعْـرُوفِ وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ ، أو لَيُوشِكَنّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ . رواه الإمام أحمد والترمذي وحسنه ، وهو كما قال .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : مـروا بالمعروف وانـهوا عن المنكـر قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم . رواه الإمام أحمد وغيره .
وقال عليه الصلاة والسلام : من رأى منكم مُنكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم .
ومن الحالات التي يتعيّن فيها إنكار المنكر أن يقتصر العِلم بالمنكر أو رؤيته على شخص واحد ، فحينئذ يتعيّن عليه الإنكار .
وينبغي أن يُعلم أن إنكار ليس مُختصا بفئة من الناس ، ولا بجماعة مُعيّنة ، بل لكل من رآه أو علِم به لقوله عليه الصلاة والسلام : من رأى منكم مُنكراً فليغيره .
فالنبي صلى الله عليه وسلم علّق الإنكار على الرؤية ، والرؤية قد تكون بصريّة وقد تكون قلبية .
وليس صحيحاً قول من يقول : أنا حُـرّ ، ولا قول من يقول : لن تُصلِح الناس ، لأن هذا خلاف الـنُّصح ، لأن من يقع في المنكر يغشّ لنفسه ويضرّ غيره .
وقد قام أبو بكر رضي الله عنه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يُغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه . رواه الإمام أحمد وأهل السنن .
فصاحب المنكر يخرق سفينة المجتمع ، وواجب على العقلاء زجره والأخذ على يديه ، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا فقال : مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَرّوا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ، ولم نُؤذِ مَنْ فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا . رواه البخاري .
وعلى أقل الأحوال أن من يُنكر المنكر يسلم من العذاب الدنيوي والحساب الأخروي .
قال تعالى عن بني إسرائيل : ( وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَاب بَئِيس بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) .
فقد نجّـى الله من كان يأمر وينهى ، ومن كان أعذر إلى ربِّـه .
وهنا :
هل أخذ إجابة من صديقتي في وقت الامتحان بِرضاها غشّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4248
شبهة حول الغش في الامتحانات /يقول أنه مضطر والضرورات تبيح المحظورات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4247
مارَسْتُ الغش في الثانوية وتوظفتُ على أساس هذه الشهادة ، فما حكم راتبي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4246
غشَّ في الامتحان .. فماذا يفعل الآن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4245
ما حكم الغش بالاختبارات إذا كان بعِلم المعلِّمة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4242
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|