|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
حكم مشاهدة المسلسلات
بتاريخ : 11-03-2010 الساعة : 04:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو : أنا اعرف بان المسلسلات محرمة ، وعندما أُخبر صديقاتي بذلك يقولون بأنها مسلسلات لا يوجد بها شيء فأنا أريد أن أعطيهم دليل على تحريمها ، فماذا أقول لهم ؟
وجزاك الله خير

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خير الجزاء .
كم في المسلسلات من المحرّمات والمنكرات ؟ والمسلم مأمور بفعل الخيرات وترك المحرّمات. هل تلك المسلسلات تدعو إلى الفضيلة والعفاف ؟ أو تدعو إلى الحب والغرام ؟
الثاني ولا شكّ . هل من يخرجن في تلك المسلسلات مؤمنات عفيفات ، أو فاجرات وفاسقات بل وكافرات ؟ وهل تلك المسلسلات تخلو من الموسيقى والأغاني ؟ أو أنه لا يكاد يخلو مسلسل من غناء وموسيقى ، وإن سمّوها تصويرية ، فتغيير الأسماء لا يُغيّر المسمَّيات .
كم من الممثلات يخرجن سافرات بل عاريات أو شبه عاريات . فهل هذا معروف أو منكر ؟ كم يحصل فيها من التقاء الأخدان ؟ وكم يحصل فيها من وأد الفضيلة وهتك ستر الحياء .. من قُبلات بين رجل وأمرأة ؟ ومن خلوة مُحرّمة .. إلى غير ذلك مما يصعب حصره .
أضيفي إلى ذلك أن تلك المسلسلات تُعرض غالباً بعد العشاء ، واغلب من يسهر عليها يُضيع ساعات عُمره ، ثم يُضيع فرائض ربِّـه . وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر صلاة العشاء ، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها . كما في الصحيحين .
فكيف بالسهر الطويل المحرّم على مثل تلك المحرّمات .
فضلاً عن أن المسلم – رجلا كان أو امرأة – سوف يُسأل عن عمره فيمَ أفناه ، وعن شبابه فيمَ أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه . كما قال عليه الصلاة والسلام . فمن علِم أنه موقوف بين يدي الله عز وجل مسؤول عن عمره فليُعدّ للسؤال جواباً وللجواب صواباً .
فهل من أمضى عمره بل زهرة شبابه في متابعة مسلسلات أو مشاهدة مُباريات هل هذا سوف يُجيب بهذا أمام رب العالمين ؟ يقول : يا رب أمضيت عمري في مشاهدة مباريات وفي متابعة مسلسلات !
وهل هذه الأشياء – لو لم تكن مُحرّمة – هل هي تُقرّب من رب الأرض والسماوات أم تُباعد عنه ؟ ولعلنا نقف نُساءل أنفسنا ونُحاسبها : كم مسلسل تابعناه إلى آخر حلقاته ، أو مباريات شاهدناها إلى نهاية تصفياتها ، وفي مقابل ذلك كم مرة ختمنا القرآن ؟
ثم يدّعي الكثير أنه لا وقت لديه !!
أخيراً :
لعلي أختم بهذا الحديث الذي يدلّ على خطورة متابعة ومشاهدة المسلسلات .. روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة :
عيسى ابنُ مريم .
وصاحبُ جريج ، وكان جريج رجلا عابدا ، فاتّخذ صومعة ، فكان فيها ، فأتته أمه وهو يصلى ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ؟ فأقبل على صلاته فانْصَرَفَتْ ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلى ، فقالت : يا جريج فقال : يا رب أمي وصلاتي ؟ فأقبل على صلاته ، فانْصَرَفَتْ ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : أي رب أمي وصلاتي ؟
فأقبل على صلاته ، فقالت : اللهم لا تُمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات ، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته ، وكانت امـرأة بغى يُتمثّل بحسنها ، فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم ، فتعرضت لـه فلم يلتفت إليها ، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت ، فلما ولدت قالت : هو من جريج ، فأتوه فاستنـزلوه وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه فقال : ما شأنكم ؟ قالوا : زنيت بهذه البغي ، فولدت منك ، فقال أين الصبي ؟
فجاؤوا به ، فقال : دعوني حتى أصلى ، فصلى ، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال : يا غلام من أبوك ؟ قال : فلان الراعي ، فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به ، وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب قال : لا أعيدوها من طين كما كانت ، ففعلوا .
وبينا صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه : اللهم اجعل ابني مثل هذا ، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال : اللهم لا تجعلنى مثله ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع ، قال : فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكى ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه فجعل يمصها ،
قال : ومرُّوا بجارية وهم يضربونها ويقولون : زنيت سرقت ، وهي تقول : حسبي الله ونعم الوكيل ، فقالت أمه : اللهم لا تجعل ابني مثلها ، فترك الرضاع ، ونظر إليها ، فقال : اللهم اجعلني مثلهـا ، فهناك تراجعـا الحديث فقالت : حلقى ! مـرّ رجل حسن الهيئة ، فقلتُ : اللهم اجعل ابني مثله ، فقلتَ : اللهم لا تجعلنى مثله ، ومرُّوا بهذه الأمَـة ، وهم يضربونها ويقولون : زنيت سرقت فقلت : اللهم لا تجعل ابني مثلها ، فقلت : اللهم اجعلني مثلها . قال : إن ذاك الرجل كان جباراً فقلت : اللهم لا تجعلنى مثله ، وإن هذه يقولون لها زنيت ولم تزن ، وسرقت ولم تسرق ، فقلت : اللهم اجعلني مثلها .
يعني : أنها سالمةٌ من المعاصي ، وبريئة قد أظهر الله براءتـها .
والعبرة هنا بقصة جريج، حيث أرادت أمه أن تدعو عليه بدعوة شديدة فَدَعَتْ عليه أن لا يموت حتى يرى وجوه المومسات ( البغايا ) فلما رأى وجه بغيّ واحدة حصل له ما حصل من الفتنة والابتلاء ، مع أنه لم يتعمّد النظر إليها .
وقد تقول بعض الفتيات .. إننا ننظر إلى النساء ، ونحن نساء
فأقول : إن المرأة شقيقة الرجل فقد أُمِرت أن تغض بصرها كما أُمِر الرجل . ثم إنها تنظر إلى الرجال والنساء جميعاً . ولو فُرض أنها لا تنظر إلا إلى النساء ، فكم هو الافتتان الحاصل بين النساء بعضهن ببعض ، فيما يُسمى بالإعجاب ؟
وما وفدت تلك القصّات الغريبة والموضات الأغرب إلا من خلال متابعة القنوات والمسلسلات . فأصبحت حفيدة خديجة وعائشة وأسماء قدواتها مغنيات وممثلات ، من سَقَط المجتمعات !
فالله المستعان . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|