العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الأنترنـت
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الأنترنـت
افتراضي الاسماء والتزكية
قديم بتاريخ : 11-03-2010 الساعة : 12:48 PM

وصلتني هذه الرسالة عبر الخاص ..

لن أذكر اسم مرسلها ..


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهانا المولى عز وجل عن تزكية أنفسنا ، ودليل ذلك ما قاله المولى عز وجل ( ولا تزكو أنفسكم 000 الآية ) كيف أوفق يا أختى الكريمة بين أسمك ونعتك لنفسك بالفتاة العفيفة ، ونهي رب العالمين لنا بتزكية أنفسنا ؟؟ أتمنى أن يكون الرد سريعا ، ، ،

*************

أترك الرد لكم ...........




الجواب/

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
فقد وقفت على كلام نفيس حول هذه المسألة ، وهو لابن عاشور – رحمه الله – في تفسيره " التحرير والتنوير "
قال – رحمه الله – في تفسير آية النساء ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً )
قال – رحمه الله – :
تعجّب من حال اليهود إذ يقولون : ( نحن أبناء الله وأحباؤه ) ، ( وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً ) ونحو ذلك من إدلالهم الكاذب .
وقوله ( بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء ) إبطال لمعتقدهم بإثبات ضدّه ، وهو أن التزكية شهادة من الله ، ولا ينفع أحداً أن يُزكّي نفسه . وفي تصدير الجملة بـ " بل " تصريح بإبطال تزكيتهم ، وأن الذين زكّـوا أنفسهم لاحـظّ لهم في تزكية الله ، وأنهم ليسوا ممن يشاء الله تزكيته ، ولو لم يذكر " بل " فقيل : و ( الله يُزكي من يشاء ) لكان لهم مَطمع أن يكونوا ممن زكاه الله تعالى .

وقال – رحمه الله – في تفسير آية النجم ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) :
( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ) تحذير للمؤمنين من العُجب بأعمالهم الحسنة عُجباً يُحدثه المرء في نفسه أو يُدخله أحد على غيره بالثاء عليه بعمله ...
فقوله ( أَنفُسَكُمْ ) صادق بتزكية المرء نفسه في سرّه أو علانيته ...
والمعنى : لا تحسبوا أنفسكم أزكياء ، وابتغوا زيادة التقرب إلى الله أوْ لا تثقوا بأنكم أزكياء فيدخلكم العُجب بأعمالكم ، ويشمل ذلك ذكر المرء أعماله الصالحة للتفاخر بها ، أو إظهارها للناس ، ولا يجوز ذلك إلا إذا كان فيه جلب مصلحة عامة كما قال يوسف : ( اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) . وعن الكلبي ومقاتل : كان ناس يعملون أعمالاً حسنة ثم يقولون : صلاتنا وصيامنا وحجنا وجهادنا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
ويشمل تزكية المرء غيره فيرجع ( أَنفُسَكُمْ ) إلى معنى قومكم أو جماعتكم ، مثل قوله تعالى : ( فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ ) أي ليُسلّم بعضكم على بعض .
والمعنى : فلا يُثني بعضكم على بعض بالصلاح والطاعة لئلا يُغيّره ذلك .
وقد ورد النهي في أحاديث عن تزكية الناس بأعمالهم ، ومنه حديث أم عطية حين مات عثمان بن مظعون في بيتها ، ودخل عليه رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم فقالت أم عطية : رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه ؟ فقلت : بأبي أنت يا رسول الله ! فمن يكرمه الله ؟ فقال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري - وأنا رسول الله - ما يُفعل بي . قالت : فو الله لا أزكي أحدا بعده أبدا . [ رواه البخاري ]
وقد شاع من آداب عصر النبوة بين الصحابة التّـحرّز من التزكية ، وكانوا يقولون إذا أثنوا على أحد : لا أعلم عليه إلا خيراً ، ولا أُزكّـي على الله أحدا ....
وقد ظهر أن النهي متوجِّـه إلى أن يقول أحد ما يُفيد زكاء النفس ، أي طهارتها وصلاحها ، تفويضا بذلك إلى الله ؛ لأن للناس بواطن مختلفة المُوافقة لظواهرهم ...
فلا يدخل في هذا النهي الإخبار عن أحوال الناس بما يُعلم منهم وجُرّبوا فيه من ثقة وعدالة في الشهادة والرواية ، وقد يُعبّر عنها بـ " التزكية " وهو لفظ لا يُراد به مثل ما أُريد من قوله تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ) بل هو لفظ اصطلح عليه الناس بعد نزول القرآن ، ومُرادهم منه واضح .
انتهى كلام ابن عاشور – رحمه الله – .

قال عبد الرحمن – عفا الله عنه – :

وقد أثنى الله على من زكّـى نفسه ، فقال سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا )
قد أفلح من زكى نفسه ، أي بطاعة الله كما قال قتادة ، وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل .

وليس كل اسم تضمّن معنى تزكية يُنهى عنه ، وإنما يُنهى عن الأسماء التي تتضمّن كمال تزكية المرء لنفسه .
وقد جاء النهي عن التّسمّي ببعض الأسماء التي فيها تزكية أو محذور شرعي .
ولم يأتِ النهي – فيما أعلم – عن التّسمّي باسم نبي الله ( صالح )
مع أن هذا الاسم يضمّن معنى تزكية ، وهو الصلاح .
واشتهر هذا الاسم عند السلف من غير نكير .

ومثله الأسماء التي جاء الحث على التّسمّي بها مع تضمنها معنى نوع تزكية ، كما في قوله صلى الله عليه على آله وسلم : أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن . رواه مسلم .

ومع ذلك لا يُعـدّ هذا من التزكية في شيء .

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال عن منتدى حديث الاسلام ناصرة السنة قسـم الأنترنـت 0 24-03-2010 06:37 PM
زواج المسلمة بشخص حديث الاسلام بنت الهيلا إرشـاد المـرأة 1 18-03-2010 11:23 PM
تريد كتب لدعوة امها الى الاسلام قبل وفاتها ناصرة السنة قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 20-02-2010 06:57 PM
ما حكم من يتهم الاسلام بأنه دين العاطفة؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 16-02-2010 11:44 PM
شبهة حول شيخ الاسلام ابن تيمية عبق قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 06-02-2010 03:10 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى