[راجية العفو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاك الله شيخنا
في سورة يس الآية 51
يقول الله عز وجل : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ )
هل يسوغ لنا أن نقول في تفسير ينسلون أنهم يعودون مسرعين ؟ أم أن هذا فيه افتراء على القرآن وتفسيره ؟
وهل يجوز لنا أن نذكر تفسير القرءان بالمعنى الذي فهمناه من كتب التفسير وليس باللفظ نفسه ؟

......................

كان هذا سؤال في مسابقة

الآية هي

قوله تعالى : {فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} ( ينسلون ) في الآية تعني:
يبكون
يرجعون
يعودون مسرعين

كانت الإجابة الصحيحة في المسابقة هي يعودون مسرعين
فهل إجابة السؤال بهذا الشكل صحيح أم خطأ ؟
و نرجو من حضرتك تبيان الفرق

جزاك الله خيرا




الجواب :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وحياك الله وبياك .

قال الإمام البخاري : يَنْسِلُون : يَخْرُجُون .
وقال البغوي في تفسيره : يخرجون من القبور أحياء ، ومنه قيل للولد : نَسْل ، لِخُرُوجه مِن بَطْن أمه .
وقال القرطبي : (إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) : أي : يَخْرُجُون . قاله ابن عباس وقتادة ... وقيل : يُسْرِعُون ، والنسلان والعسلان الإسراع في السير .
ثم جَمَع القرطبي بين القولين فقال : فالمعنى : يَخْرُجُون مُسْرِعِين .
وقال الحافظ ابن كثير : والنسلان هو المشي السريع .

فالمعنى مُحتَمِل للقول الأول : يَخرُجون .
ومُحتَمِل للقول الثاني : مُسرِعين .
ويُمكن الجمع بينهما : يخرجون مسرعين .

أما القول بأنهم يَعودون مُسرعين ، فلم أر مَن قال به .

ولا يجوز لأحد أن يتكلّم في تفسير القرآن إلاَّ بِعِلْم ، إلا أن يَكون السؤال يُطرح على هيئة مُسابقة ، ويُدلي كلّ بِدلوه ، ويكون هناك مَن يَعرِف الجواب الصحيح فيُرجَع إليه ، ويُبيّن القول الصَّواب في المسألة .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد