[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
جزى الله الشيخ خيرا الجزاء
ما حكم استعمال جوال الكاميرا ؟



الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

أما التصوير به فهو في حُكم عموم التصوير ، وتصوير ذوات الأرواح مِن كبائر الذنوب .
ومَن صَوَّر شَيئًا له رُوح دَخَل في الوَعيد الشديد .
وقد جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي مِن صَنعة يَدي ، وإني أصنع هذه التَّصَاوِير ، فقال ابن عباس : لا أُحَدِّثك إلاَّ مَا سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، سَمِعْتُه يقول : مَنْ صَوّر صورة فإنّ الله مُعَذِّبه حتى يَنْفُخَ فِيها الرُّوح ، وليس بِنافخ فيها أبدًا . فَرَبَا الرَّجُل رَبْوَة شديدة ، واصْفرّ وَجْهه . فقال : ويَحْك إن أَبَيْتَ إلاَّ أن تَصنع فعليك بهذا الشَّجر ، كل شيء ليس فيه رُوح . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : كل مُصَوِّر في النار يُجعل له بِكُلّ صُورة صَوَّرها نَفْسًا فتعذِّبه في جهنم .

قال ابن دقيق العيد : وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الشَّرِيعَةِ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ التَّصْوِيرِ وَالصُّوَرِ . اهـ . وقال : وَرَدَ فِي الأَحَادِيثِ : الإِخْبَارُ عَنْ أَمْرِ الآخِرَةِ بِعَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ . وَأَنَّهُمْ يُقَالُ لَهُمْ " أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " . اهـ .

فأمْر التصوير ليس بالأمر اليسير ، وإن تساهل فيه كثير من الناس .

بالإضافة إلى ما يحدث عند تعطّل الأجهزة ، وقيام بعض ضِعاف النفوس بِسَحْب الصور السابقة ، حتى وإن كان تم مسحها مِن قَبْل ؛ لأن ذاكرة الجهاز تحتفظ بها .

وأما استعمال جوال الكاميرا من غير تصوير ، فهو مثل استعمال غيره من أجهزة الاتصال .
والجوال مع الفتاة فيه خُطورة ، ما لم تُراقب الله عزَّ وَجَلّ في كل تصرّفاتها ، وتعلم أن الله مُطّلع عليها .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد