[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة وأنا وزوجي صغيرين في السن ومر على زواجنا سنة ونصف ولكنها متقطعة بسبب المشاكل الكثيرة وبسبب رجوعي أنا وزوجي من دراسة في الخارج لمشاكل حدثت لظن بجود مس بي وزواجي كان سريعا في خلال شهرين وثم سفر من بعد 4 أشهر رجعنا منها وحدث أول طلقة بسبب والدته التي أجبرته على الطلاق مع العلم لعدم رغبتي و رغبته بطلاق لكنه نطقها وكان قبلها جماع وبسبب المشاكل والظروف ولعدم وجود بيت لنا كان يعزل لعدم حدوث حمل وهل ذلك جائز أم حرام وفي نفس اليوم راجعني جامعني فهل يقع في هذه طلقة
المرة الثانية اشتدت المشاكل وكنا نعيش عند أهله فخرجت من عندهم وبقيت في بيت أهلي وكنا نفكر في الطلاق لشدة وطأة الظروف وذات يوم بعد شهر كنا أنا وزوجي نتحدث على الهاتف فاشتد بيننا الكلام وفي لحظة غضب شديدة قالها لي نطق بطلاق ولشدة مفاجأتي سألته ماذا قلت أعاد قولها مرة أخرى وأقفل السماعة هل هذه طلقتان
ثم ثاني يوم سافر للبلد لمراجعتهم ومطالبتهم بعودته للدراسة,بعد سفره بأسابيع تحدثنا عن طريق الماسنجر للتفكر في الرجوع لبعضنا ذات يوم اشتد بيننا الكلام وانقطعنا ثم سافر لبلد آخر لأنه اشتد عليه اضطرابه من نفضان في الجسم وبكاء وآلام في الصدر وتصرفات غريبة تصدر منه ولسماعه بوجود شيخ يعالج بظنه أني السبب في اضطرابه وبسبب المس الذي كان بي أنه انتقل إليه وبعدها بفترة كلم والده أخي لمراجعتي والسفر إليه كي أتعالج معه سافرت إليه ثم رجعنا بعد شهر على ما أعتقد ثم عشنا في بيت أهله ومع مرور الأشهر اشتدت المشاكل معه ومع أهله ثم طردت و عدت إلى بيت أهلي وبعد شهر أرسل لي رسالة بأنه ذاهب إلى المحكمة للطلاق وسألته هل طلقتني قال نعم أودعتك عند الله هل هذه الطلقة الثالثة والأخيرة وهل وقعت ثم مر تقريبا شهر وكلمني ويفكر في معاودتي لعدم إكماله إجراءات الطلاق وهوا لم يقل للمحكمة أنه قال لي ما في الرسالة فقال له الشيخ لا يقع الطلاق إلا عند قولك لها هل قالها لي ولم يعرف وظنه بأنه لم يطلقني مع وجود نيته لذهابه إلى المحكمة مع أنه قال لي أنه بسبب الظروف التي ألمت بنا وغصب عنه؟ ثم سافر مرة أخرى للمطالبة بدراسته مرة أخرى الآن من يوم سفره ولم يعطني خبرا عن شيء ومر على ذلك الآن 3 أسابيع لتفكره في الطلاق أو الرجوع ثم حدثنا والده للاستفسار عن الموضوع أخبر أخي بتفكره في الطلاق أو الرجوع
سؤالي أيضا في هذا هل أعتبر معلقة ومتى أكون معلقة وهل يقع الطلاق فيه ؟ وهل تجب طاعة كلام الزوج بعدم الخروج وغيره في غيابه وعدم محادثته لي ؟
ومع العلم أنه منذ شهرين بدأ يأخذ أدوية نفسية قوية لوجود توتر واكتئاب شديد وأنا من بداية الزواج أخبرته بماضيّ أني كنت أعرف شاب وأخبرته كل شيء عن حياتي وظروفي ومآسيه وطفولتي الصعبة ومعاملة أهلي السيئة ولم أعامله جيدا لعصبيتي وغضبي وضربي وسبي ولكن مع الأيام بدأت أترك كل ما كنت أفعله وبدأت أتغير وأصبح أفضل مع أن نفسيتي جدا سيئة وبعض الأحيان أكون جدا عصبيه لكن الحمد لله على كل حال
سامحني في الإسهاب والإطالة وإذا زوجي عاودني فإني أريد أن أعرف هل هو صحيح أم لا ولا أريد أن عيش بالحرام مع أني أريد زوجي ولك جزيل الشكر وآسفة مرة أخرى على الإطالة لحاجتي لشرح المواضيع ومعرفة الصحيح منها وحكم كل منها
جزاك الله خيرا




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

1 – الطلاق الذي وقع بعد جِماع لا يقع إلاّ إن كان تَبَيَّن حَمْل .
قال عليّ رضي الله عنه : لو أن الناس أصابوا حد الطلاق ، ما نَدم رجل على امرأة . يُطلّقها وهي حامل قد تَبَيَّن حَمْلها ، أو طاهر لم يُجامعها ، ينتظر حتى إذا كان في قُبل عدتها ، فإن بدا له أن يُراجعها ، وإن بدا له أن يُخلي سبيلها . رواه ابن أبي شيبة .
ورَوى عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا : طلاق السُّـنَّة في قُبل العدة ، يُطلّقها طاهرا في غير جِماع ، وإن كان بها حَمل طلّقها متى شاء .

وقولهم : " فِي قُبُلِ الْعِدَّةِ " أي : يَستقبل العِدّة الصحيحة .

قال ابن قدامة : فإن طلق للبدعة ، وهو أن يطلقها حائضا ، أو في طهر أصابها فيه ، أثم ، ووقع طلاقه .
في قول عامة أهل العلم .
قال ابن المنذر ، وابن عبد البر : لم يُخالِف في ذلك إلاّ أهل البدع والضلال . اهـ .

2 – الطلاق الذي وقع بعد شَهْر من وُجودك في بيت أهلك يقع واحدة ، وإن كَرَّر اللفظ .
وبناء عليه ، فإن كان مراجعته لك في العِدّة ، فالمراجَعَة صحيحة ، وإن كان بعد العِدّة ، فهو غير صحيح ؛ لأنه يحتاج إلى عَقْد جديد ومهر جديد .
والعدّة تنتهي بعد الطلاق بثلاث حيضات ، فإذا طلَّق الزوج في طُهْر لم يقع فيه جِماع ، فتبدأ العِدّة ، وتنتظر المرأة حتى تحيض الحيضة الثالثة ، وبنزول الدم في الحيضة الثالثة تكون انتهت العِدّة ، وخرجت المرأة مِن عصمة زوجها ، فلا تعود إليه إلاّ بعقد جديد .
3 - إرساله الرسالة ، وإخبارك بأنه ذاهب إلى المحكمة للطلاق ، وسألته : هل طلقتني ؟ فقال : نعم . هذه تُحتَسَب طلقة ثانية .

أخيرا : لا ترجعي إليه إلاّ بعد مراجعة المحكمة الشرعية وبيان كل ما قيل في السؤال بالتفصيل .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض