|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
تأكل القليل مِن الطعام بحجّة أن الغذاء المُعلّب مُسرطَن
بتاريخ : 04-02-2015 الساعة : 09:59 PM
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الفاضل شيخنا عبد الرحمن بارك الله تعالي فيك
هناك أمر اختلفت فيه مع زوجتي الفاضلة وأحببت ان نأخذ رأيك فضيلتكم فيه
زوجتي سيدة علي خيرا حال وعلي درجه ممتازة من الألتزام الديني والخلقي أحسبها كذلك ولا أزكيها علي الله تعالي ...
انا متزوج من عدة شهور .. ورأيت زوجتي لا تأكل كثيرا في الواقع وتكتفي ببضع لقيمات بسيطه تشبع جوعها ووجبتها الاساسية لا تأكل فيها كثيرا ولما سألتها عن هذا الأمر قالت لي (( انا اعلم تمام ان كل ما نأكله هنا في بلدنا فيه كيماويات ومواد مسرطنه وغير ذلك الكثير من الأمراض " - وهذا بالفعل حق فاننا نعاني هنا من نسبه عالية جدا من الاصابة بامراض الفشل الكلوي والكبدي وفيرس سي والسرطانات بمختلف انواعها- " لذلك انا أكل اقل القليل حتي لا أدخل في جسدي كل تلك الكيماويات الضارة والسامه حتي لا أصاب بما أصيب به غالبية الشعب من أمراض فتاكة وأستعيض عن ذلك بأخذ حبوب فيتامينات ومقويات تفي بكل أحتياجات الجسم ))
وهنا قلت لها طيب ما كلنا بنأكل ويصاب من يصاب ويتعافي من يتعافي هذا منطق مغلوط
وعندما كنا في زياره لأحد الاطباء حكيت له عن الموضوع فقال لها " لماذا يا بنتي تفعلين ذلك طيب ما كلنا بنأكل والستر من عند ربنا "
فردت عليه وقالت " انت اعلم مني يا دكتور ان المحاصيل الزراعية في بلدنا يتم رشها بمبيدات محرمه وفاسده طمعا في مكسب سريع من الفاسدين الذين لا يراعون الله تعالي ومفسده من عند البعض وكذلك سمعنا ان خبراء زراعيين يهود هم من يجلبون تلك المبيدات التي تسبب السرطان الينا "
فنظر لها ولم يعلق ..
المهم أتفقت معها ان نحتكم إليك انت فضيله الشيخ ليكون رأيا شرعيا لا كلام بعده ورضيت هي بذلك لانها من النوع الذي يرضخ للحق ...
فما رأي فضيلتكم ؟؟
وعذرا للأطاله وجزاك الله تعالي خيرا .....

الجواب :
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
إذا استعمل الإنسان حِمية أو اقتصر على بعض الأكل ، فلا حرج عليه ، خاصة إذا كان يأكل ما يُقيم صُلبَه ، ولا يسقط من الإعياء .
وتَرْك ما يُشْتَبَه بِضرره ، له أصل في الشرع في قوله عليه الصلاة والسلام : لا ضرر ولا ضرار . رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وصححه الألباني وحسنه الأرنؤوط .
ومثل ذلك : تَرْك السكريات والنشويات خاصة مع قِلّة الحركة ، لِمَا تُسببه مِن أمراض ، وإن كانت في الأصل مُباحة .
وتَرْك الإنسان لِما لا يُناسبه ليس مِن تحريم ما أحلّ الله ، فقد تَرَك النبي صلى الله عليه وسلم أكْل الضب ، وقال : لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي ، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ . رواه البخاري ومسلم .
أما إذا غَلَب على الظنّ ضرره ، وكان ضرره بَالِغًا فيجب تركه .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|