|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
بعض النّاس يحتجّ لمعصيته بأنّ ذنبه أقلّ مِن ذنب الغِيبة فما توجيهكم ؟
بتاريخ : 29-05-2015 الساعة : 02:27 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ الكريم
اذا شفت أحد يسمع أغاني او يفعل ذنوب أخرى
اذا نصحته قال:~ على الاقل ذنبي أهون من الغيبه
واحيانا اذا شفت منكر احمد الله اني لم ابتلي به , فأتذكر اني أغتاب في بعض الاوقات
فأقول في نفسي : يمكن هذا الشخص افضل مني , لاني اغتاب !!
فماتفسيرك بالاحتجاج ان عظم ذنب الغيبه اعظم من الذنوب الاخرى
فاللي يفعل ذنوب أخرى اهون من ذنب الغيبه لاباس
وجزاك الله خير

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
هذا مِن الاستهانة بالذنوب ، وهو أمْر خطير ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إياكم ومُحَقَّرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهْلِكْنه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَرَب لهن مثلا كَمَثل قوم نَزَلُوا أرض فلاة ، فَحَضَر صنيع القوم فَجَعل الرجل ينطلق فيجيء بِالْعُود ، والرجل يجئ بِالْعُود حتى جَمَعوا سوادا ؛ فأجَّجوا نارا وأنضَجَوا ما قَذَفوا فيها . رواه الإمام أحمد وغيره .
وقال أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُوبِقَاتِ . رواه البخاري .
وقال بلال بن سعد : لا تنظر إلى صِغر المعصية ولكن انظر مَن عَصَيت .
وعلى الإنسان أن يكون على وَجَل مِن أن تخونه الذنوب ، خاصة وقت الاحتضار ، فقد ذَكَر ابن القيم رحمه الله قصصا عن سوء خاتمة أناس كانوا يُغنّون ، أو يُرابُون ..
وبَكَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ : كُلُّ هَذَا خَوْفًا مِنَ الذُّنُوبِ ؟ فَأَخَذَ تِبْنَةً مِنَ الأَرْضِ ، وَقَالَ : الذُّنُوبُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّمَا أَبْكِي مِنْ خَوْفِ سُوءِ الْخَاتِمَةِ .
وليس أضرّ على العبد مِن الذنوب ، فهي التي تخونه ، وتكون سببا لِسوء خاتمته .
وسبق :
يعني أنت طبقت كل السنن و ما بقى إلا هذي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7127
و
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13333
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|