|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
ما المقصود بالاستثناء في الأيمان والإيمان ؟
بتاريخ : 05-03-2010 الساعة : 07:53 PM

الشيخ الفاضل عبدالرحمن السحيم .
قرأت في كتب العقيدة عن موضوع الإستثناء في الأيمان .
فهل لك ان توضح لنا هذه المسألة وحكم الإستثناء في الأيمان ومتى يجوز أن نستثني ومتى لا يجوز .
شاكرة ومقدرة جهودكم في خدمة أخوانكم في هذا المجال .

الجواب
شكر الله سعيك
الاستثناء في الأيمان أن يحلف ويستثني ، كأن يقول : والله - إن شاء الله - لأذهبن لفلان
فهذا إن شاء أمضاه ، وإن شاء تركه ولا كفارة عليه
وهذا كان حلف النبي صلى الله عليه وسلم
حيث كان يقول : والله إن شاء الله
قال عليه الصلاة والسلام : وإني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين ثم أرى خيرًا منها ، إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : من حلف على يمين فقال إن شاء الله فهو بالخيار إن شاء أمضى وإن شاء ترك . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي .
( هذا للفائدة )
أما الاستثناء في الإيمان أن يقول المسلم : أنا مؤمن - إن شاء الله -
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية :
الاستثناء في الإيمان ، وهو أن يقول - أي الرجل - : أنا مؤمن إن شاء الله ، والناس فيه على ثلاثة أقوال : طرفان ووسط :
منهم من يوجبه
ومنهم من يحرّمه
ومنهم من يجيزه باعتبار ، ويمنعه باعتبار ، وهذا أصح الأقوال .
وأما من يجوز الاستثناء وتركه فهم أسعد بالدليل من الفريقين ، وخير الأمور أوسطها :
فإن أراد المستثني الشك في أصل إيمانه مُنع من الاستثناء ، وهذا مما لا خلاف فيه .
وإن أراد أنه مؤمن من المؤمنين الذين وصفهم الله في قوله : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) وفي قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) فالاستثناء حينئذ جائز ، وكذلك من استثنى وأراد عدم علمه بالعاقبة ، وكذلك من استثنى تعليقا للأمر بمشيئة الله لا شكًّا في إيمانه ، وهذا القول في القوة كما ترى . انتهى .
فيجوز الاستثناء في الإيمان .
يجوز أن يقول المسلم : أنا مؤمن - إن شاء الله - على هذا الاعتبار ، وليس على سبيل الشكّ .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|