محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : بلاد الإسـلام
المشاركات : 2,131
بمعدل : 0.38 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي رد على أحد الكتّاب( عن حقوق المرأة وظلمها )
قديم بتاريخ : 24-03-2010 الساعة : 09:23 PM

كتب أحد الأخوة في منتديات مشكاة قائلا :

من ينبري لهذا الخبيث ويرد على موضوعه (أتمنى قراءة موضوعه الخبيث)
كنت أتصفح أحد المنتديات وشدني موضوع هذا الخبيث وكيف يدس السم في العسل فأتمنى من إخواننا طلبة العلم الرد مدعماً الرد بالأدلة
نسال الله ان يجعله في موازين أعمالكم وإليكم الموضوع


ـــــــــــــــ

قال الكاتب :
المرأة السعودية كائن خنوع ذليل مستلب .. والسبب السلفية
هل فكر الرجلُ منكم مرة ماذا لو أن الله جل وعلا ابتلاه وخلقه امرأة سعودية ؟ ..
هذا السؤال كثيراً مادار في ذهني ، وأنا أفكر في مدى الظلم و الإجحاف و التمييز العنصري الذي تئن من تبعاته المرأة ، وبالذات في المجتمع السعودي ، وكيف أنها تعيش في وسط يعتبرها كائناً من الدرجة الثانية ، وبلا حقوق ، مع أن عليها من الواجبات و المسؤليات والقيود ما لا يمكن أن يتحمله بشر ..

ومجتمعاتنا هي مجتمعات ذكورية ، حيثُ يصبح الرجل فيها هو المسيطر ، فهو الذي يسنُ القوانين ، ويرسخ الأعراف ، ويجذر العادات والتقاليد . وهوالحاكم والقاضي و الجلاد في الوقت ذاته . والرجل ينطلقُ في ذلك كله ليس لتحقيق تفوقه وسيادته وتسلطه فحسب ، وإنما أيضاً من أجل أن يُحيلَ المرأة إلى كائن مستعبد لخدمته وتحقيق رغباته ومتعه الحيوانية ، تماماً كما كان " الرقيق " في عصور الرق و العبودية ..

أما المسؤولُ الأول و الأخير فهو الفكر السلفي المتخلف ، والذي هو العقبة الكأداء الحقيقية التي تقف أمامنا وأمام التحضر ، والهروب من قاع التخلف إلى مواكبة الركب الحضاري العالمي ..

السلفيون ليس لديهم لإهانة المرأة و إستعبادها إلا أحاديث أحادية ، إذا ما توليتها بالتفكير و التمحيص و المقارنة ، تجدها تختلف أول ما تختلف مع الإسلام في توجهاته و مراميه ومقاصده السامية ..

جاء في مسند أحمد هذا الحديث : (عن أبي ذر قال : يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل "المرأة والحمار والكلب الأسود" . قال : قلت لأبي ذر : ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر قال يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال : الكلب الأسود شيطان ) . والغريب أن أباذر لم تهمه المرأة ، بقدر ماهمه لون الكلب ، وكأنه يقول ليس موضع التساؤل في الحديث أنه ساوى بين المرأة والحمار و الكلب الأسود ، وإنما لماذا الأسود تحديداً . فأجابه راوي الحديث : بأنه شيطان ! ، معنى ذلك أن المرأة ايضاَ شيطان !! .. وإذا كانت المرأة شيطان ، فهل يعقل أن تكون ـ مثلاً ـ أم المؤمنين عائشة شيطان ؟ . غير أنها الثقافة البدوية التي تسربت إلى ثقافتنا الدينية وجعلتها مسخاً يندى له جبينُ كل إنسان متحضر ، لمصلحة أن يتفوق الرجل ، وُيبقي المرأة كما كانت في تراثه قبلً الإسلام ، ملكَ يمين يتصرف بها كما يتصرفُ في جماله و أغنامه و حميره ومتاعه . وهذا الحديث بالذات تنبهت إلى مدلولاته أم المؤمنين عائشة منذ ذلك الوقت ، وقالت في لهجة إعتراضية رافضةً هذا الحديث : ( ساويتم بيننا وبين الكلاب و الحمير ؟ ) ، غير أن هذا الحديث لم يمنع الحنابلة السلفيون من إعتبار المرأة والكلب و الحمار تقطع صلاة المصلي ..

ويقول حديث آخر في صحيح البخاري عن أبي هريرة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ) . ولاشك أن العوج هو في ذهن من إفترى على أبي هريرة وقـَـوله مثل هذا الحديث ، وإلا فكيف يستقيم هذا الحديث مع حديث آخر نصه : ( خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء . أي عائشة ) . فهل يقبل العقل و المنطق و الدين أن نأخذ نصف ديننا من إنسان أعوج ! ..

ثم تتلفت يمينك و شمالك ، فتجد أن بني سلف ، قد غمموا المرأة من الرأس وحتى أخمص القدمين ، حتى أطرافها غلفوها بالقفازين !، واعتبروا أن الحجاب في الإسلام يقتضي إتباع عاداتهم وتقاليدهم البدوية القروية المتخلفة ، وكأن الإسلام قد نزلَ في "بريده" نصرة لأهلها ولعاداتهم وتقاليدهم .. ولا تلبث إلا أن تقرأ هذا الحديث في موطأ الإمام مالك : ( حدثني عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول : لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ) . ثم يأتي تعليق الإمام مالك على هذا الحديث ليقول : ( المرأة عورة إلا الوجه والكفين ; ولذلك يجب عليها ستر جميع جسدها في الصلاة وغيرها ولا تعلق للإحرام بالعورة . ) . فتتساءل : وما سبب إذن تلك المناظر المخزية ، والمتزمتة، والبشعة ، التي كممت المرأة وألبستها حتى القفازين ، وأظهرتها وكأنما هي كيس من الفحم الأسود ، رغم أن الأدلة الدينية تقول بخلاف ذلك . ولكنك تكتشف في النهاية أن دينهم و أعرافهم و أحكامهم الدينية التي يزايدونَ عليها ماهي إلا إفراز ونتيجة لرغبات جنسية مريضة ، ضاربة في أعماقهم ، لاترى المرأة إلا من خلال شهوة شبقة نهمة لاتقف عند الوجه، وإنما تمتد حتى إلى الكفين ! . أما ما يأمرُ به الإسلام فشيء آخر كما ترون . وهذا ما يقوله أيضاً حتى علماؤهم مثل الشيخ الألباني ، الذي أفتى هو ايضاً بأن الحجاب لا يعني غطاء الوجه ، فضلاً عن بدعتهم الجديدة القفازين ! .

وليس أدل على رغبتهم في إمتلاك المرأة ، والتصرف بها تصرف الملاك في أملاكهم ، إلا منعهم إياها من حق التنقل و الحركة ، عندما (( حرموا )) عليها قيادة السيارة . ومنعوها من السفر ، حتى وإن كان لأقل من يوم وليلة ، إلا بموافقة وليها الرجل ، وهم بذلك يوثقون " رباطها " تماماً كما يوثقون رباط بهائمهم وبغالهم وحميرهم و يقيدونها منعاَ لحركتها وتنقلها . بل هاهم يقفون أمام حقها في العمل و التكسب فيحرمونه بدعوى منع الإختلاط . والأدهى و الأمر أنهم يسلبونَ حقها حتى في "الهوية " التي هي حقٌ طبيعي للإنسان في كل أصقاع الدنيا ، بحجة حرمة الصورة في بطاقات الهوية ! . غير أن حقيقة غاياتهم و أهدافهم هي في الحقيقة منع إستقلال المرأة ، وإبقاء "تبعيتها" للرجل كما كانت منذ قرون ، لتكون رسالتها في الحياة مجرد آنية لتفريغ الشهوات ، وخادمة تطبخ وتكنس وتنظف ، و " حرمة " ودود ولود تمارس وظيفتها الفسيولوجية في إستيلاد البنين والبنات ، وليس أبعد من ذلك ! ..
انتهى كلامه عليه من الله ما يستحق
-----------------


فكتبت ردًّا عليه :

الحمد والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم
أما بعد : فقد قرأت ما نقله الأخ الذي رمز لاسمه بـ ( مجاهد في سبيل الله ) ونسأله سبحانه أن يجعله كذلك .

قرأت ما نقله الأخ الفاضل عن كاتب المقال أعلاه .
فأقول - مستعيناً بالله - :

ألاً : أسأل الله أن يهدي كاتب ذلك المقال ، ويُنير بصيرته إن كان أهلاً لذلك .

ثانياً : مقاله حوى مغالطات مكشوفة ، وسوف أرد عليه فيها وأبيّن الصواب - سائلا الله التوفيق والسداد - .

قال الكاتب : ((( وأنا أفكر في مدى الظلم و الإجحاف و التمييز العنصري الذي تئن من تبعاته المرأة ، وبالذات في المجتمع السعودي ، وكيف أنها تعيش في وسط يعتبرها كائناً من الدرجة الثانية ، وبلا حقوق ، مع أن عليها من الواجبات و المسؤليات و القيود ما لا يمكن أن يتحمله بشر )))

أقول :
المرأة في الإسلام شقيقة الرجل ، وبهذا نطق الصادق المصدوق صلى الله عليه على آله وسلم حيث قال : النساء شقائق الرجال . رواه الإمام أحمد . وأصله في الصحيحين .
والمرأة في المجتمع السعودي لا تُعتبر كائنا مِن الدرجة الثانية إلاَّ عند المتكبرين ، أو الرعاع ، وهذا لا يُحسب على تَوَجّه مُجْتَمع بأكمله .
فالمرأة تُعامل كما يُعامَل الرجل سواء في التملّك أو في البيع والشراء أو في المحاكم وفق شرع الله .

وتعال ننظر بعين إنصاف من الذي ينظر هذه النظرة .
أهو المجتمع السعودي المتدين عموما ، أم هو المجتمع الغربي ؟؟؟ الذي يعتبره البعض أُسْوة وقُدوة إذ يجب أن تكون عندهم المرأة في الصحراء كالمرأة في أوربا !
تلبس البنطال وتَرعى الغنم !!!

ولن أتحدث عن الغرب ( أمريكا وأوربا ) حديث مُتحامِل ، بل بما نَطَق به عقلاؤهم ، أو خطّـته أيديهم ، أو رَقمته إحصائياتهم .


شرح الكاتب الدانمركي (Wieth Kordsten ) اتجاه الكنيسة الكاثوليكية نحو المرأة بِقوله : ( خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدودة جدا تبعا لاتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد المرأة مَخْلُوقا في المرتبة الثانية ) !!!

وفي فرنسا عُقِد اجتماع عام 586 م يَبحث شأن المرأة ، وما إذا كانت تعد إنسانا أو لا تـُـعـدّ إنسانا ؟
وبعد النقاش : قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ، ولكنها مَخلوقة لِخِدْمة الرَّجُل !
وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسي على ما يلي : ( المرأة المتزوجة - حتى لو كان زَواجها قائما على أساس الفَصْل بين ملكيتها وملكية زوجها- لا يجوز لها أن تَهَب ، ولا أن تَنْقل ملكيتها ولا أن تَرْهن ، ولا أن تملك بِعوض أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته عليه موافقة كتابية) .

وفي انجلترا حَـرّم هنري الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدَّس ! وظلت النساء حتى عام 1850م غير مَعدودات من المواطنين ، وظللن حتى عام 1882م ليس لهن حقوق شخصية .

[[[[[[ لم يكن هذا في نَجْـد بل في أكبر دول أوربا ]]]]]]

لم نـرَ من هذا الكاتب أو من يُوافقه هجوما صارخا على مثل هذا .
لماذا ؟؟؟
لأنه صُنِع في أوربا !
هذه الحقيقة المُــرّة لا غير .

ثم تعال نقف مع شيء من شهادات عقلاء القوم .

هذا أحد علماء الإنجليز وهو " هلمنتن " يقول : إن أحكـام الإسلام في شـأن المـرأة صريحـة في وَفْـرة العنايـة بِوقـايتهـا من كـل مـا يُؤذيهـا ويُشين سمعتـها .

وهذه صحيفة ( المونيتور الفرنسية ) تقول :
قد أوجـد الإسـلام إصلاحـا عظيما في حالـة المرأة في الهيئـة الاجتماعية ، ومما يجب التنويـه به أن الحقـوق الشرعيـة التي منحها الإسلام للمرأة تفوق كثيرا الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية .

وهذه الدكتورة " ايلين " تقول : إن التجـارب أثبتت أن عودة المـرأة إلى ( الْحَرِيم ) هو الطريقـة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد مِن التّدهور الذي يسير فيه .

وهذا ما قاله اللورد " بـيرون " : لو تفكّرت أيها الْمُطَالِـع ، لَعَلِمْتَ أن الحالـة الحاضرة للمـرأة الغربية لم تكن غَير بَقية مِن هَمَجيّة القـرون الوسطـى عند الغربيين ، حالـة مُصْطَنَعَة مُخَالفـة للطبيعة ، ولرأيت معي وُجـوب إشغال المرأة بالأعمال المنزلية ، مع تحسين غذائها وملبسها فيه ، وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير وتعليمها الدِّين .

هذا ما يشهد به عقلاء القوم قبل سفهائنا !!!

وأما زعمه أن المرأة في المجتمع السعودي بلا حقوق ، فهذه محض فرية .
أليست المرأة في الإسلام لها من الحقوق أكثر من الرجل عندما تكون أُمّـا وزوجة في الوقت نفسه ؟؟؟
وفي شرعنا : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . أمك . أمك . ثم أبوك . كما في الصحيحين .

أليست زوجة لها حقوقها الْمُقَرَّرَة شَرْعا ؛ من السكنى والنفقة والكسوة والعشرة بالمعروف ؟؟؟
أليست تَتَعلّم وتَعمل في ضوء الشريعة ؟؟

إن كان الهجوم على الإسلام والتمسّك به فليُصرّح به كاتبه !
وإن كان هجوما على السلفية ، فهي أكثر الناس حرصا على التمسّك بالكتاب والسنة .
وليس معنى وجود حالات مخالفة لشرع الله أن ذلك نتيجة لاتِّباع منهج ومذهب سلف هذه الأمة من الصحابة فمن بعدهم .

أم القصد إخراج المرأة إلى أن تُصبح عامِلة نظافة يُرْثَى لِحَالها إن كانت قبيحة !!
وراقِصة وغَانية وعاهِرة إن كانت جميلة !

ووالله لقد رأيت بعيني ما تعيشه المرأة الغربية مِن بُؤس وشَقاء .
حتى رأيت امرأة كبيرة تركب ما يُسمى ( الاسكوتر ) كل صباح لتذهب إلى عملها ، فسألت حينها عما تعمله تلك المرأة كل صباح .. أهو على سبيل الرياضة ؟! فقيل لي : لا ، بل هذا ما تفرضه عليها طبيعة الحياة هنا ، إذا المواصلات مُكلِفة ، وظروف الحياة قاسية ، ولا بُدّ لها مِن كسب لُقمة العيش !
كنت أتذكّر تلك الأمنيات الغاليات الغائبات لنساء غربيات عاقلات تمنّين لو عِشْنَ حياة امرأة شرقية ( عربية ) .

وهذه نماذج وأمثلة ، تجدها هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6159

ثم إن نظرة المجتمع السعودي أو تعامله مع المرأة ليست كما صُوِّرَت

فخذ - على سبيل المثال - هذه نظرة سَلَفِيَّة إلى المرأة
هنا :
شاوروهـنّ واعصوهـنّ !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=100

وهذه أخرى
المـرأة والفـوز
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4567

وهذه ثالثة :
شهادة الدكتوراه أم شهادة الزوج ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6457

وهذه نظرة رابعة :
ذهـبت ربـّـات البيوت بالأجــور ... !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1915


وأما قوله :
((( ومجتمعاتنا هي مجتمعات ذكورية ، حيثُ يصبح الرجل فيها هو المسيطر ، فهو الذي يسنُ القوانين ، ويرسخ الأعراف ، ويجذر العادات والتقاليد . وهو الحاكم والقاضي و الجلاد في الوقت ذاته . والرجل ينطلقُ في ذلك كله ليس لتحقيق تفوقه وسيادته وتسلطه فحسب ، وإنما أيضاً من أجل أن يُحيلَ المرأة إلى كائن مستعبد لخدمته وتحقيق رغباته ومتعه الحيوانية ، تماماً كما كان " الرقيق " في عصور الرق و العبودية )))

فليس بصحيح .
لماذا ؟؟
وكيف ؟؟

أما لماذا ؟ فلأن للمرأة دور أكبر من أن يُقدّر بثمن ، حتى وهي في بيتها .
وأما كيف ؟ فالواقع يشهد أن المرأة تُوجد في كل مكان ، سواء ساغ وُجودها فيه أوْ لا يسوغ !

نَشَرَت مجلة البنات في مقال لها جاء فيه :
لقد كانت المـرأة في الغرب تُنَادِي بِتحريرها من عقدة المجتمع الذكـوري وسيطرة الرجل ، ثم بدأت تُطالب بـ " المسـاواة " بمفهومها الشمـولي ، وبعـد فترة من الزمن إذا بتلك المجتمعات تتحول إلى مُجتمعات أُنثوية ! تَستقبلك فيها المرأة منذ صُعودك على متن الطائـرة وحتى استقبالك في الفندق ! وبـدأ يَتَلاشى دَور الرجـل ، وقد يَجـد أولئك الذين يُنَـادُون بتحرير المـرأة أنفسهم يومـا ما يُنادون بـ تحرير الرجل ! انتهى .

ثم أنحى الكاتب باللائمة على الفكر السلفي المتمثل بالتمسك بالكتاب والسنة فقال :
((( أما المسؤولُ الأول و الأخير فهو الفكر السلفي المتخلف ، والذي هو العقبة الكأداء الحقيقية التي تقف أمامنا وأمام التحضر ، والهروب من قاع التخلف إلى مواكبة الركب الحضاري العالمي .. السلفيون ليس لديهم لإهانة المرأة و استعبادها إلا أحاديث أحادية ، إذا ما توليتها بالتفكير والتمحيص و المقارنة ، تجدها تختلف أول ما تختلف مع الإسلام في توجهاته و مراميه ومقاصده السامية .. )))

دندن الكاتب حول ( أحاديث أحادية ) وأجزم أنه لا يعرف كيف تنطق هذه الكلمة !
ولا يَعرِف ما هي أحاديث الآحـاد ؟؟؟
ولا ما هو قول أهل السنة فيها ؟؟؟

بدليل أنه استدل بحديث موضوع بعد ذلك !!!!

فالذي يرد أحاديث الآحــاد يورِد حديثا موضوعا ، مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم ؟؟؟؟

أليس هو من استدل فقال :
فكيف يستقيم هذا الحديث مع حديث آخر نصه : ( خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء . أي عائشة )

وهذا تناقض عجيب أن يَرُدّ أحاديث الآحاد ويستدل بالموضوعات المكذوبات !!!

لقد أَبَى الكاتب إلا أن يُعلن عن إفلاسه مِن العِلم !
ولقد أَبَى إلاَّ أن يَحشر نفسه مع زُمْرة الكذابين الذين يَكْذِبون على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم .

ولا أدري هل الكاتب يُريد انتقاد السعودية ووضع المرأة فيها ؟
أم أنه يُريد أن ينتقـد دِين الله عز وجل فيُجهز على أحاديث الصحيحين بِحُجّة أنها أحاديث آحـاد ؟؟
كما أجهز أسلافه مِن قَبله على القرآن والسنة
فالمعتزلة حَكَّمُوا عقولهم أ فأدّاهم ذلك إلى القول بأن القرآن مخلوق ! وبأن السنة أحاديث آحــاد !
وهكذا يُهْدَم الإسلام ، فليس هناك شيء فوق النقد عندهم ، وإن كان كتاب الله وسنة نبيِّـه صلى الله عليه على آله وسلم !

والرافضة ردّت الكتاب والسنة بهذه الطريقة ، فالقرآن عند أكثرهم مُحَرَّف ! والسنة أصلاً لا يعترفون بها !

والصوفية اعتمدوا على ( حدّثني قَلبي عن ربي ) !

وهكذا يُريد الكاتب شاء أم أبى !

فهو بعد أن وجّـه هجومه على وضع المرأة في السعودية كَمَدْخَل ، وجّـه النقد بعد ذلك على السنة !

ليكشف الكاتب عن حقيقة وجهه وليَنْزِع القناع !

وقد أبى الكاتب إلاَّ أن يكشف لنا عن بعض حقيقة مَرَاميه ومَقاصده ، حيث يُدندن في الأخير على مسألة قيادة المرأة للسيارة !!!

إذاً الهدف الأول : إخراج المرأة وتحريرها مِن كل فضيلة وأدب وخُلُق فاضِل !

ولماذا لم يُوجِّـه النقد إلى الغرب الذي امتهن المرأة في كل مهنة ، فلم يَعُد لها حق فيما جَبلها الله عليه ودَعت إليه الفطرة ، ليس لها حق في التربية والأمومة ، إلا نادرا ؛ لأنها هي والآلة سواء !!!

ثم إني أتساءل :
ما علاقة الأحاديث النبوية التي ينتقدها الكاتب بالسلفية أو بقيادة المرأة للسيارة ؟؟؟؟

ثم انتقد الكاتب حديث : يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل آخِرَة الرَّحل " المرأة والحمار والكلب الأسود . الحديث .
وعزاه لِمُسْنَد أحمد ، وهو في صحيح مسلم .

وإنما أُتـيَ ودَخَل عليه النقص مِن سُوء فَهمه ، ولو فَهِم المراد - بل لو فهم لغة القرآن - لَمَا قال ما قال .
نعم . صحيح أن عائشة رضي الله عنها اعترضت على المساواة ، واستدلّت بِفِعْلها بين يدي النبي صلى الله عليه على آله وسلم .
بدليل أنها سألت ابن أختها عروة بن الزبير فقالت : ما يقطع الصلاة ؟ قال فقلنا : المرأة والحمار . فقالت : إن المرأة لدابة سوء ! لقد رأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مُعْتَرِضة كاعتراض الجنازة وهو يصلي . رواه مسلم .

وعائشة رضي الله عنها حدّثت بما عَلِمَت ، وأبو ذر حَدَّث بما سَمِع .
ونظائر هذا وأشباهه كثيرة يكفي منها أن حذيفة رضي الله عنه حدّث عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم أنه بال قائما وحذيفة خلفه ، وعائشة نَفَتْ ذلك ، بل قالت : مَن حَدّثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالَ قائما فلا تُصَدِّقوه ، ما كان يَبول إلاَّ جَالِسًا . كما في المسند وغيره .

فيُقال : عائشة حدّثت بما عَلِمَت مِن حال النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، وحُذيفة حَدَّث بما رأى .
والقاعدة أن الْمُـثْـبِـت مُقَدَّم على النافي .
كما أن من كان معه زيادة علم فإنه يُقدّم ، وهو حُجّة على مَن لم يَعْلَم .

وليس في حديث أبي ذر رضي الله عنه ما يُشْعر بالمساواة ، وليس فيه ما يدلّ على ذلك .
وليس في لغة العرب ما يُحتمّ ذلك .
فلو قلت : لا يجوز أكل لحم الإنسان ولحم الكلاب والحمير .
فهل ساويتُ بين الأشياء المذكورة ؟؟؟
الجواب : لا . لم أُساوِ بينها من كل وجه ، وإنما اشتركت هذه الأشياء في حُـكم مُعيّن .
كقوله عليه الصلاة والسلام : إنكم سَتَرَون ربكم ، كما تَرون هذا القمر . رواه البخاري ومسلم .
فهل يقتضي ذلك مشابهة القمر لرب العزة جل جلاله بِحُـكْم التشبيه ، أو جمع المذكورَيْن في نص واحد ؟؟؟؟؟
وإنما المقصود جامِع الرُّؤية وصَفائها .
فَـتَـنَبـَّـــه .

ومع أن الكاتب ذَكر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في أكثر مِن موطن إلاَّ أنه لم يَتَرَضّ عليها مرة واحدة !

والكاتب - هداه الله - لم يقتصر في نقده على المرأة السعودية ولا على السلفية بل تهجّم على السنة النبوية الصحيحة في مقابل الاستدلال بالمكذوبات ! ، وهذه طريقة الرافضة .

بل تعدّى انتقاده ذلك إلى أن ينتقد صحابة رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم ويغمزهم ، فها هو يقول :
((( والغريب أن أباذر لم تهمه المرأة ، بقدر ماهمه لون الكلب ، وكأنه يقول ليس موضع التساؤل في الحديث أنه ساوى بين المرأة والحمار و الكلب الأسود ، وإنما لماذا الأسود تحديداً . فأجابه راوي الحديث : بأنه شيطان ! ، معنى ذلك أن المرأة ايضاَ شيطان !! )))

وهذا سوء فهم ولا شكّ ! وسوء أدب مع هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه .
فليس بالضرورة أن تتساوى الأشياء المذكورة في نص واحد أو في موضع واحد كما تقدّم .

ثم انتقد الكاتب حديث " المرأة خُلِقت من ضلع " ليستدل بعد ذلك بِحديث موضوع مكذوب !!!

ومع أنه عزا الحديث أيضا للبخاري فقط ، إلاَّ أن الحديث في الصحيحين ( البخاري ومسلم )

لقد قلت في موضع سابق :
يا بني قومي ألا تفقهون ؟؟
ما بالكم تَبْتُرون النصوص وتَستدلّون ببعضها دون بعض ؟؟

إن نص الحديث - كما في رواية في الصحيحين - : اسْتَوصُوا بالنساء ، فإن المرأة خُلِقَت مِن ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كَسَرته ، وإن تَركته لم يزل أعوج ، فاسْتَوصُوا بالنساء .
أين أنتم من هذه الوصية بالنساء ؟؟
افْتَتَح الحديث بقوله : استوصوا بالنساء
واخْتَتَم الحديث بقوله : فاستوصوا بالنساء
فأين أنتم من هـذا ؟؟

أم هو النقد لأجل النقد ؟؟؟
إن قوله عليه الصلاة والسلام : إن المرأة كَالضّلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها ، وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج . رواه البخاري ومسلم .
هذا الحديث محمول على قوله عليه الصلاة والسلام : فإن المرأة خُلقت منِ ضلع . رواه البخاري ومسلم .
وأحاديث النبي صلى الله عليه على آله وسلم يجب أن يُحمل بعضها على بعض لا أن يُضرب بعضها ببعض ، فتُسقط ، ليأتينا من يأتينا فيستدلّ بالموضوعات بدلاً مِن أحاديث الصحيحين !!!!

ألست تعلم أن الله خَلق حَواء مِن ضِلع آدم ؟؟؟

هل تُنكر هــذا ؟؟؟؟

وإن انحناء الأضلاع هو أصل خلقتها وطبيعة تكوينها ، فلا عيب أن تنحني الأضلاع على القلب حماية له .

هذا هو المقصود .. فتنبّـه !

ثم قال الكاتب :
((( ثم تتلفت يمينك و شمالك ، فتجد أن بني سلف ، قد غمموا المرأة من الرأس وحتى أخمص القدمين ، حتى أطرافها غلفوها بالقفازين !، واعتبروا أن الحجاب في الإسلام يقتضي إتباع عاداتهم وتقاليدهم البدوية القروية المتخلفة ، وكأن الإسلام قد نزلَ في "بريده" نصرة لأهلها ولعاداتهم وتقاليدهم ... )))

من انتقد سنة النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، وكذب عليه ليس بِمُسْتغرب عليه أن يَكذب على آحـاد الناس !!!

من الذي اعتبر الحجاب اتـِّـباعا للعادات والتقاليد ؟؟؟

أم أن المسألة قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أُولُوا العرفان ؟؟؟

يا هذا :

إنك استدللت أنت بنفسك بِحديث آحاد
بل بكلام إمام مِن أئمة أهل السنة !

أليس هذا تناقضا ؟؟؟

أن ترفض أحاديث الآحاد ثم تستدلّ بها بل بالموضوع ؟؟؟
وأيهما أقوى في الدلالة حديث الآحاد أم كلام إمام وعالم ؟؟؟

وللعلم فأحاديث الآحاد حُـجّـة بنفسها في العقائد والأحكام عند أهل السنة .
أما عند البِدَع والزنادقة فلا !

ما العيب أن تلبس المرأة القفاز صِيانة لها ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه على آله وسلم : لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين . كما عند البخاري .
هل أتينا بِجديد مِن عندنا كما تَزعم ؟؟؟
أم تَمَسّكنا بسنة نبينا صلى الله عليه على آله وسلم ؟؟؟

إذا لَبِسَت غير المحرمة القفازين فهل ارتكبت محظورا ؟؟؟

لبس القفاز محظور فقط في حق الْمُحْرِمة ، وعليها أن تستر يدها .
قال ابن القيم رحمه الله : وَجه المرأة كَبَدَن الرَّجُل ، يَحْرُم سَتره بِالْمُفَصَّل على قَدْرِه ، كالنِّقَاب والبُرقع ، بل ويَدَها يَحْرُم سَتْرها بِالْمُفَصَّل على قَدْر اليَد ، كالقُفَّاز ، وأما سَترها بِالكُمّ ، وسَتر الوَجه بالملاءة والْخِمَار والثوب فلم يُنْه عنه ألبته . اهـ .

أما غير الْمُحْرِمَة فلا تُنهى عن لُبسه ، بل هو ستر لِجُزء من بدنها الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام : المرأة عَورة . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .

ثم قال الكاتب :
((( فتتساءل : وما سبب إذن تلك المناظر المخزية ، والمتزمتة ، والبشعة ، التي كممت المرأة وألبستها حتى القفازين ، وأظهرتها وكأنما هي كيس من الفحم الأسود ، رغم أن الأدلة الدينية تقول بخلاف ذلك ... )))

المناظر المخزية والبشعة !!
وكأنه يتحدّث عن مناظر عُري فاضِح !

أين أنت مِن عاريات الشواطئ والمسابح والمراقص ؟؟؟
لم تغمزهن بِكَلمة ! أم أن الأمر يَنال إعجابك واستحسانك ؟؟؟؟

مناظر العُـري . تلك المناظر المخزية البشعة ليست من الإسلام ولا مِن الأخلاق في شيء ، ومع ذلك في مأمَن مِن نَقد الكَاتب !!!

وأما قوله عن المرأة : ((( وأظهرتها وكأنما هي كيس من الفحم الأسود ، رغم أن الأدلة الدينية تقول بخلاف ذلك )))

أقول ليس هذا في السعودية فحسب ، بل هو بحمد الله وفَضْله حتى في أوربا ، ورأيته بأمّ عيني !
وهو في أفريقيا مِن جنوبها إلى شمالها ! وهو في آسيا ..
وفي كل مكان ، فَلْيَمُت كَمَدا وغَيظا مَن يَغِيظه ذلك !

وقول الكاتب : (وأظهرتها وكأنما هي كيس من الفحم الأسود ، رغم أن الأدلة الدينية تقول بخلاف ذلك)وددت أن الكاتب أظهر ما زعمه مِن أدلة تقول بِخلاف ذلك ! لننظر : هل هي كعادته أحاديث مكذوبة ؟! مع أني أجْزِم بأن هذا أسلوب تهويل لا أكثر ، لأنه لا يملك أدلة على ما قال ! ولو كان يملك دليلا واحدا لأظهره وتشبّث به !
بل قد دلّ الدليل على لُبس نساء الصحابة رضي الله عنهم وعنهنّ السَّواد .

ألم تَصِف أم سلمة رضي الله عنها النساء في زمانها بلبس السواد ؟؟
فما العيب أن تلبس المرأة السواد ؟؟
قالت أم سلمة رضي الله عنها : لَمَّا نَزَلت (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغِربان من الأكسية . رواه أبو داود .

ولم يقل أحد كأنهن أكياس الفحم إلاَّ مَن كان لديه [[ رغبات جنسية مريضة ، ضارِبة في أعماقهم ، لا ترى المرأة إلاَّ مِن خلال شهوة شَبقة نهمة لا تقف عند حـد ]] !!!

بِمِكْيالِك أكِيل لك .
هذه بعض عباراتك !

وأما مسألة الحجاب وتقريره ومناقشة الأدلة بين موافق ومُخَالِف فتجدها هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1888

وكنت أتناقش مع بعض الكتاب في أحد المنتديات قال : الحجاب الذي عندكم عادة من عاداتكم ! وليس له أصل في دين الله !
فلما سُقت له الأدلة من الكتاب والسنة ، وبَسَطْت القول لم يَردّ عليّ جوابا !

وأما قول الكاتب : ((( وهذا ما يقوله أيضاً حتى علماؤهم مثل الشيخ الألباني ، الذي أفتى هو ايضاً بأن الحجاب لا يعني غطاء الوجه )))وهذا سوء فهم عن الشيخ - رحمه الله - .
فإنه - رحمه الله - يرى أن تَغطية الوَجه سُنّـة ، ولأجل ذلك كان - رحمه الله - يأمُر بَناته بالحجاب ! وليس هذا تناقُضَا عنده ، بل يقول : هذا مِن الأمْر بالمعروف .

ويُخطئ بعض الناس فينسب إلى الشيخ ما لم يَقُـلـه ، فإن الشيخ لم يقل بِبِدْعِية غَطاء الوَجه ، وإنما نازع في الوجوب ، ولم يختلف مع القائلين به عند خشية الفتنة .
فَتَنَبَّـــه .

كما أن الخلاف لا يَرِد في هذه المسألة إذا خُشيَ وُقوع فِتنة .
وأي فِتَن أعظم مما نَراه في الأسواق والأماكن العامة ؟؟؟

فإن تغطية المرأة لوجهها واجب بالاتفاق إذا خُشِيت الفتنة .

ثم قال الكاتب :
((( بل هاهم يقفون أمام حقها في العمل و التكسب فيحرمونه بدعوى منع الإختلاط . والأدهى و الأمر أنهم يسلبونَ حقها حتى في "الهوية " التي هي حقٌ طبيعي للإنسان في كل أصقاع الدنيا ، بحجة حرمة الصورة في بطاقات الهوية ! )))

الاختلاط شيء ، والعمل شيء آخر .

الاختلاط ممنوع شرعا وعقلا ، حتى نادى بِمَنْعِه عقلاء الغَربيين !
لقد كانت النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا يختلطن بالرجال حتى في أشرف البقاع .
روى البخاري عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال . قال : كيف تَمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال ؟
قلت : أبعد الحجاب أو قبل ؟
قال : إي لعمري . لقد أدركته بعد الحجاب .
قلت : كيف يخالطن الرجال ؟
قال : لم يكن يخالطن ، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة من الرجال لا تخالطهم ، فقالت امرأة : انطلقي نستلم يا أم المؤمنين قالت : عنكِ ، وأَبَتْ .
ومعنى ( حَجْرَة ) أي ناحية . يعني أنـها لا تُـزاحم الرجال في الطواف .
ومعنى " أبت " : أي رفضت أن تُزاحم الرجال لِتستلم الحجر أو الركن .

وقالت أم سلمة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم . قالت : نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال . رواه البخاري .

بل قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في زمنه لما اختلط الرجال مع النساء في الطريق وهو خارج من المسجد فقال : استأخرن ، فأنه ليس لكن أن تحققن الطريق . عليكن بحافات الطريق ، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لُصُوقها به . رواه أبو داود .

ولما دخلت مولاة لعائشة عليها فقالت لها : يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا ، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا ، فقالت لها عائشة رضي الله عنها : لا آجرك الله . لا آجــرك الله . تدافعين الرجال ؟ ألا كبّرتِ ومررتِ . رواه الشافعي والبيهقي .

ألا تدلّ هذه الأدلـة على تحريم الاختلاط ومنعه ؟؟؟؟؟

والمرأة في الإسلام تعمل وتتكسّب دون اختلاط بالرجال .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : خُلِق الرجل من الأرض فجعلـت نهمته في الأرض ، وخُلِقَـتْ المـرأة من الرجل ، فَجُعِلَتْ نهمتها في الرجـل ، فاحبسوا نساءكم .
أي عن الرجال .
والمـراد بالحبس هنا : الحجْب ، فـإذا تحجّبت وغضّت بصرها ، عفّتْ نفسها ، وهذا هـو المقصد الأسنى ، والمطلب الأعلى ، لحياة أفضل .

لا مانع أن تعمل المرأة ولكن بحيث لا تُخَالِط الرجال ، وهذا يتفق عليه العقلاء .
ولعلك قرأت ما قالته الكاتبـة الشهيرة النصرانية " آتي رود " حيث قالت : لأن يشتغـل بناتنـا في البيوت خوادم أو كالخوادم ، خير وأخفّ بلاءً من اشتغالهن في المعامل حيث تـُصبح البنت ملوثـة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد . ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، فيهـا الحِشمة والعفاف والطهارة … نعم إنه لَعَـارٌ على بلاد الإنجليز أن تجعـل بناتَهـا مثَلاً للرذائل بكثرة مخالطـة الرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء مـا يجعل البنت تعمل بمـا يُوافـق فطرتها الطبيعيـة من القيـام في البيت ، وتـرك أعمال الرجال للرجال سلامةً لِشَرَفِها .

لم يقل هذا كاتب من نَـجْـد !!! بل قالته امرأة نصرانية من أوربا !!!
( يعني مُتَحَضِّرة على حَدّ فَهْم الكاتب )
وهذا مذكور في رابط وضعته لك سابقا .

ثم إن الكاتب ومن كان على شاكلته لا يتحدّثون أبدا عن وضع المرأة في الغرب ومقدار الظلم الواقع عليها !

أليست المرأة في الغرب ليس لها حق في الهوية ؟!!!

كيـــف ؟؟
ليس لها حق في أن تَحْتَفظ باسم أبيها أو عائلتها بعد أن تتزوّج !!!
بل تُنسب لِزوجها ! ( نَقل ملكية ) !!!
وإذا تَرمّـلت احتاجت إلى تعديل أوراقها الثبوتية !

ثم إن بإمكان المرأة أن تُبت هويتها وأن تحمل هوية لا توجد فيها صورة ، وهي أدق من الصورة التي يُمكن أن تزوّر أو يُتلاعب بها ، وذلك عن طريق البَصْمَة التي تُستخَدم اليوم في قِبْلَة بعض كُتابنا في " لندن " !
ولكني أجزم أن الشهوانيين لا يُريدون ذلك ، وإنما يُريدون انتشار صور النساء !
وصدق الله ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا )

والله أسأل أن ينفع بهذا العمل قائله وقارئه
وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم

وأن يهدينا سبل السلام .

كتبه / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
فجر الأحد 23 / 6 / 1423 هـ
حامدا ربي ، مصلياً على نبيي عليه الصلاة والسلام .


رد مع اقتباس
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل من حقوق الزوجة على الزوج أن يحججها لبيت الله أم هو فضل؟ راجية العفو إرشـاد الحـج والعمـرة 0 20-02-2015 11:12 PM
هل للساحرة حقوق ؟! محب السلف قسـم المحرمـات والمنهيات 0 06-03-2010 07:33 PM
ما هي حقوق أبناء الزنا ؟ نسمات الفجر قسـم الفقه العـام 0 01-03-2010 02:25 AM
هل صحيح أنّ الله لا يغفر حقوق العباد ويُقتص منهم يوم القيامة ؟ عبق قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 26-02-2010 02:08 PM
حقوق الـلا إنـســان ... !! إرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 15-02-2010 08:45 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى