بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
لو توضأت المرأة وصلت ثم بعد الصلاة وجدت أثراً صغيراً لعجين على يدها ، فهل تعيد الصلاة ، وقد خرج الوقت ؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأحسن الله إليك .
إذا كان بِحجم الظِّفْر أو أكبر فإن عليها إعادة الوضوء والصلاة ؛ لحديث عُمَر بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ . فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى . رواه مسلم .
قال النووي : فِي هَذَا الْحَدِيث : أَنَّ مَنْ تَرَكَ جُزْءًا يَسِيرًا مِمَّا يَجِب تَطْهِيره لا تَصِحّ طَهَارَته ، وَهَذَا مُتَّفَق عَلَيْهِ . اهـ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومتى فرّق الغُسل فلا بُدّ مِن نية يستأنفها في تمامه ، وكذلك الوضوء إذا أخّرنا تفريقه ؛ لأن النية الحكمية تَبطل بِطول الفَصل ، كما تَبطل بِطول الفصل قبل الشروع ، ولا تسقط الموالاة بالنسيان ، فلو نَسي موضع ظُفر مِن قدمه وطال الفصل أعاد الوضوء إذا ذكره الجاهل ؛ لأن الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الوضوء كان جاهلا ولم يعذره بذلك .
وحد الموالاة أن يغسل العضو الثاني قبل أن يجف الماء عن الذي قبله في الزمن المعتدل أو مقداره من الشتاء والصيف.
فلو لم يَشرع فيه حتى نَشَفَت رطوبة الأول أو أخّر غَسْل آخره حتى نشف أوله استأنف ..
قال أحمد : إذا كان في علاج الوضوء ؛ فلا بأس ، وإن كان لِعَبث أو سَرَف أو زيادة على الثلاث قطع الموالاة ، كما لو كان لِتَرْك ، وكذلك إذا كان لوسوسة في الأقوى ، وإن كان لإزالة وسخ فقد قيل : إنه كذلك ، لأنه ليس مِن الطهارة شرعا ، وعنه أن التفريق الْمُبْطِل ما يُعَدّ في العُرْف تفريقا . اهـ .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : مَن تَرَك جُزءا ولو يسيرا مِن أعضاء الوضوء فكأنما تَرَك غَسْله كُله .
وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : إذا توضأ الرجل للصلاة وَوَجَد بعد الانتهاء مِن الوضوء أن جزءاً بسيطاً منِ اليد لم يأتِ عليه الماء ماذا يفعل ؟
فأجاب رحمه الله : يُعيد الوضوء والصلاة ؛ لأن وجود شيء يمنع وصول الماء في الأعضاء التي يجب تطهيرها يعني أنه لم يُطَهّر العضو ، فقد قال الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) ، فإن كان على الوَجْه شيء يمنع وصول الماء فإن هذا غَسل بعض وجهه ، وكذلك يقال في بقية الأعضاء ، ولهذا اشترط العلماء رحمهم الله لِصِحّة الوضوء : إزالة ما يمنع وُصول الماء ، كَالْعَجِين والبوية والجبس وما أشبهها .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض