[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب يعلم الله أني أحبك في الله وأسأل الله أن يمد في عمرك
أنا مشرف في أحد المنتديات القبلية ونزلت فتوى لأحد علمائنا الأفاضل بخصوص الاختلاط وكان من ضمن الردود على الفتوى من بعض المشرفين والأعضاء ما يلي
1-هذه دعوة لسفك مزيد من الدماء وإثارة الطائفية والتي بدأت تطل برأسها في مجتمعنا السعودي .
لا فائدة من هذه الفتوى في نظري . وكما أن أصحاب التوجه اللبرالي سيغضبون حينما يتلقونها فهناك من الجهلة المتحمسين أصحاب التوجه الإسلامي من سيتلقاها بأنه يجوز له أن يقتل من يقول بالاختلاط ، وهذه فتوى تثير الفتنة بين الناس ولا فائدة مرجوة منها ، فهل من يدعو إلى الاختلاط لن يردعه إلا إذا هدد بالقتل ، هذا هراء وكما أنها في نظر الإسلاميين تدعو إلى الغيرة فهي في ذات الوقت تقلل من قدر العلماء وثقلهم العلمي ، ثم أين سد الذرائع والتي دائما ما تكون حجة من يفتي في بعض المسائل .
لا يصلح أن تنتشر مثل هذه الفتاوى بين الناس والذين قد يجهلون كيف التعاطي معها .
نسأل الله الهداية للجميع . هذا الرد من مشرف
2- اللهم رد الشيخ إلينا ردا جميلا هذا الرد حذف من قبل المشرف العام هذا الرد من مشرف
3- إذا لا يريد لبناته الاختلاط بكيفه لكن ماله دخل في بنات الناس هذا الرد حذف من المشرف
وقد ساءني ما حصل وقلت للمشرف العام بعدما تمادوا في الانتقاص من الفتوى ومنهم للأسف مشرفين إما أنا أو هم وقد صدر مني يمين في ذلك و المشرف لم يتخذ أي قرار بشأنهم ولا أريد أن أترك لهم المجال وهل يحق للمشرف العام أن يتمسك بهؤلاء المشرفين
ماذا تنصحني به شيخنا الحبيب وفقك الله

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يجوز الخوض في مثل هذه المسائل خاصة مَن ليس لديه عِلْم ؛ لأنه يُفسد أكثر مما يُصلِح .
وهل هؤلاء يُقدِّرون المصالح والمفاسِد أكثر مِن العلماء ؟
وأين ذهبت أعمارالعلماء التي أفْنَوْها في تعلّم العِلم ؟
بل أين تقدير السِّنّ الذي خَضَبَه الشيب وصَبَغَه الوَقار ؟
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس مِن أمتي مَن لم يُجِلّ كبيرنا ، ويَرْحم صَغيرنا ، ويَعْرِف لِعَالِمِنا حَقَّه . رواه الإمام أحمد . وقال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن .
وقال الألباني : حسن .

وما بَالُنا إذا جاءت مثل هذه المسائل خُضْنا فيها ، وإذا احتاج أحدنا إلى مسألة في كفّارات الأيمان أو في الطلاق رَكَض إلى العلماء ، بل ربما اتّصل عليهم في أوقات رَاحَتهم !
بل كثير مِن الناس لا يستغني عن العلماء حتى في معرفة ما يَتعلّق بأحكام الطهارة !
يقول أحد كبار مشايخنا : اتّصل عليّ رجل الساعة الثانية ليلا ! فقلت : هل هذا وقت اتصال ؟
قال : طلّقت زوجتي وهي الآن في الطّلْق ، هل يصلح أن أراجعها الآن ؟!
واتصل عليه آخر قُبيل الفجر ، وكان به وسواس ، ويسأل عن حُكم صلاته ! وكان ما استطاع أن يُصلّي العشاء حتى قُبيل الفجر ، بسبب الوسواس !

إذا فلنعرف لعلمائنا قدرهم ونُنْزِلهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها .
وأن لا نقف مع الطابور الخامس !
وقد يكون بعضنا عَونًا للكفار مِن حيث لا يشعر ، وربما كان يخدم أهداف أعداء دِين الله ، وهو يظن أنه يتكلّم بِما يُسميه البعض " حُريّة شخصية " !

وسبق :
حكم انتقاد فتاوى العلماء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4783

شُبهة : يَخُون الأمة علمائها ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=550

ما حكم من يستهزئ بالمشايخ والعلماء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=851

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم