[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل حفظكم الله نشرت أخت لنا موضوع في أحد المنتديات وهو من كتابتها هي
وكان هذا المقطع خلال الموضوع
ألا تغضين بصرك طاعة لربك عز وجل ألا تغضين بصرك طاعة لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم..؟ حبيبتي الغالية أما يكفيك الجنة مضمونة إذا ضمنتِ غض البصر فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ))
ملاحظتي على هذا المقطع أنها قالت ألا يكفيك الجنة مضمونة في غض البصر والحديث يقول اضمنوا لي ستا من أنفسكم إلى آخر الحديث ، أقصد أن الأخت ضمنت الجنة بغض البصر فقط وهي قد لا تقصد هذا التعبير ولكن قد يفهم من موضوعها للبعض ضمان الجنة بغض البصر فقط
سؤالي هل ملاحظتي في مكانها أم أني على خطا وجزاكم الله خيرا ونفع بكم




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

المقصود أن هذه إحدى الخصال التي ضَمِن بها النبي صلى الله عليه وسلم الجنة لِمن أتَى بها ، وتلك الخصال ليست على سبيل الحصر ، بدليل قوله عليه الصلاة والسلام : من يضمن لي ما بَيْن لَحْييه ، وما بَيْن رجليه ، أضمن له الجنة . رواه البخاري .
وقوله عليه الصلاة والسلام : إن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله ، فأدوا إذا ائتمنتم ، واصْدُقُوا إذا حَدَّثتم ، وأحسنوا جِوارَ مَن جَاوركم . رواه الطبراني في الأوسط وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " ، وهو في صحيح الجامع .

ثم إن تلك الخصال مشروطة بالإتيان بالإيمان بالله عَزّ وَجَلّ وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم ، والإتيان بالفرائض أيضا ، وإلا لو فعلها فاعِل لوحدها دون إيمان ولا فرائض لم تنفعه ، فكذلك قول : غضّ البصر تُضْمن به الجنة ؛ أي : أنه يُؤتَى به مع الإيمان والإتيان بالفرائض وإكمال بقية تلك الخصال .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد