[نبض الدعوة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أثابكم الله و نفع بكم ما حكم هذا الموضوع
حملة دعوه للصيام
الحملة التي أدعو إليها هي حملة للصيام وقد يستغرب البعض و يقول ما إحنا كلنا بنصوم ؟! أنا أقصد من الصيام أن نعطي شهر رمضان حقه من الزهد و العبادة لقد أمرنا الله بالصيام ثلاثين يوما فماذا نفعل نحن ؟؟ ننقطع عن المأكل و المشرب من الفجر للمغرب ثم بعد ذلك نجد موائد عامرة بما لذ و طاب من أنواع الولائم
ربات البيوت هذه الأيام شغلهم الشاغل التسوق و التجهيز لرمضان و ما يتبع ذلك من شراء كميات ضخمة من الأغذية و الحلويات والياميش و أصناف كثيرة أصبحت حكرا على شهر رمضان و أدى ذلك إلى تحول شهر رمضان إلى شهر الطعام بدلا من شهر الصيام
ذكرت الإحصاءات أن معدل الاستهلاك للمواد الغذائية يكون في أعلى معدلاته خلال شهر رمضان و هناك بعض الأسر تستهلك خلال هذا الشهر وحده ما يماثل استهلاكها خلال العام كله و هذه العادات سائدة في مجتمعاتنا العربية كلها
بالله عليكم تأملوا معي حكمة الشهر الكريم أمرنا الله بصيام القلب و الجوارح لمدة 30 يوما لكي نغسل أرواحنا من ماديات الحياة و نعيش حالة من الروحانية و النقاء ثلاثون يوما لا نفكر فيها في متع الحياة نصوم و نفطر نقوم الليل و ننام نتنعم بنعم الله و لكن بحدود دون التفكير طول النهار في الأصناف و الحلويات التي سوف تقدم المغرب هذه حكمة الشهر حتى نفوز في النهاية بالجائزة الدنيوية التي منحها لنا الله في نهاية الشهر و هي عيد الفطر ناهيك عن جائزة الآخرة التي لا يعلمها إلا الله سبحانه
هذه هي الحملة التي أود أن تشاركوني إياها أن نصوم عن الإسراف و التبذير و تكديس الأصناف الغذائية باسم شهر رمضان و نتخذ من الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة
الإسلام لم يغفل عن شيء في تعاليمه و هو دين النظام فبعد أن تعبنا خلال 30 يوما صوما وزهدا في متع الدنيا آن الأوان حتى نحتفل و نقيم الولائم و المأدبات إنه عيد الفطر حيث أمرنا الله بالفرحة و الاحتفال و التمتع بما لذ و طاب أيضا دون إسراف



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأثابك الله .

لا بأس بها ؛ لأنها حملة توعية ؛ والصيام صِحّة وتقوى .
ولعله يكون معها أيضا حملة " صيام الجوارح " ، وحملة " الصيام تربية " ، وذلك تحقيقا لقوله تعالى في الصيام : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ، وعملا بِقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ . رواه البخاري .
وامتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام : الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ . رواه البخاري ومسلم .

فإن المقصد الأسمى للصيام ليس هو الامتناع عن الطعام والشَّراب فَحسْب ، بل تحقيق التقوى ، وتربية النفس ، وأطْرها على الحق ، وحَبْسِها عن سفاسف الأمور .

وسبق :
انظـروا ... ماذا قـدّم للمـلك ؟؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1914

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد