[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم يا شيخ
زوج أعرض عن زوجته منذ 28سنة لم يكلمها وهي مع الأولاد في المنزل ثم طردهم إلى منزل أخيهم المتوفى رحمه الله وغفر له
يا شيخ ما حكم هذا ؟
وهل تعتبر هذه الزوجة زوجته ؟
وهل إذا توفي تَعْتَدّ ؟
علمًا يا شيخ أنه لم يصرح بطلاقها لا لفظًا ولا ورقة طلاق ؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مهما يكن مِن أمْر ، فإن كان هذا حقيقة ، فهو جريمة في حقّ المرأة .
وقد حرّج النبي صلى الله عليه وسلم حقّ المرأة ، فقال : اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين : اليتيم والمرأة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في الكبرى .
وشدد النبي صلى الله عليه وسلم في الْهَجْر ، فقال : مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
هذا إذا كان الهجر بين الإخوة ، ولِمُدّة سنة ، فكيف إذا كان بين الزوجين ، (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) ؟ وكيف إذا كان لهذه السنوات الطويلة ؟
فكيف إذا انضاف إلى ذلك : التقصير في النفقة والسُّكْنَى ؟

وإذا كان لم يصدر منه طلاق ، ولا طالبت هي بالفسخ ، فإنها تُعتبر زوجته ، وإذا مات فإنها تُحِدّ عليه .

مع أن الأصل أنه إذا زاد الهجر عن أربعة أشهر فإنه يُلجأ مِن قِبَل المحكمة : إما أن يُعاشِر بالمعروف وإما أن يُطلِّق بالمعروف ؛ لقوله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .

ويُلْزَم بالنفقة على زوجته وأولاده طيلة تلك المدة ، وتوفير المسكن المناسب لمثلهم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد