[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم شيخنا و نفعكم الله بما علمكم ونفع بكم وحسن خاتمتكم
أرملة تسأل : هل يجوز لي إعطاء الصدقة لغيري من مالي الخاص للأرامل والأيتام والمحتاجين أم أحتفظ به لأولادي الأيتام في اقتناء الكماليات أو اٍدخاره لهم خاصة وأنني لا أعلم أن من أتصدق عليهم بحاجة ماسة أم لا ..كل الذي أعلمه أنهن لا يعملن وأيتامهم كثر وأن المحتاجين لا يعملون .
لقد خفت أن يكون هذا تلبيس إبليس حتى يمنعني من الصدقة لغيري ويوهمني أن أولادي أولى بذلك من غيرهم . فهل حقا أولادي أولى بذلك من غيرهم ؟




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إذا كان مال أيتام ، فلا يجوز لها أن تتصرّف فيه بمثل هذا ، إلاّ ما يتعلّق بإخراج الزكاة ، فتُخْرِج الزكاة مِن مال الأيتام ، ويُنمّى بالتجارة ، لقول عمر رضي الله عنه : ابتغوا في أموال اليتامى لا تأكلها الصدقة . رواه البيهقي وقال : هذا إسناد صحيح .
ومعنى ابتغوا ، أي : اتّجِروا فيها .

وأولادها أولى بِذَلك ، لقوله عليه الصلاة والسلام : أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ، ثم على نفسه ، ثم في سبيل الله ، ثم على أصحابه في سبيل الله . رواه الإمام أحمد ، وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ . رواه البخاري ومسلم .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً . رواه مسلم .

وقَالَتْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِي أَجْرٌ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا ، إِنَّمَا هُمْ بَنِىَّ . فَقَالَ : نَعَمْ لَكِ فِيهِمْ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ . رواه البخاري ومسلم .

وروى البخاري ومسلم عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليكن . قالت : فَرَجَعتُ إلى عبد الله فقلت : إنك رجل خفيف ذات اليد ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة ، فأتِـه فاسأله ، فإن كان ذلك يجزي عنّي وإلا صرفتها إلى غيركم . قالت فقال لي عبد الله : بل ائتيه أنت . قالت : فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها .

قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُلْقِيَت عليه المهابة . قالت : فخرج علينا بلال ، فقلنا له : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك : أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ؟ ولا تخبره من نحن . قالت : فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هما ؟ فقال : امرأة من الأنصار وزينب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيّ الزيانب ؟ قال : امرأة عبد الله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهما أجران : أجر القرابة ، وأجر الصدقة .


وسبق الجواب عن :
شخص مصاب بتخلّف عقلي ويُصرف له مال من الحكومة ، هل في ماله زكاة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3416


والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض