|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
تفسير قوله تعالى ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم )
بتاريخ : 07-11-2012 الساعة : 08:42 PM
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي بارك الله فيك
سائلة تسأل عن تفسير قوله تعالى ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم )كنت بأفسر لها الآية من كتب التفسير لكن يا شيخ قالت هل الله لا يعلم الغيب ؟
ما عرفت وش أجاوب وجزاك الله خير

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
سبحان مَن لا تَخْفَى عليه خافية في الأرض وفي السماء .
عِلْم الله سابِق على الْخَلْق .
وقد يَرِد العِلْم ويُراد به الرؤية .
قال ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية : تَأْوِيلُ الآيَةِ إِذَنْ : وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي هَؤُلاَءِ الْقَائِلِينَ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ مَوَاعِظَ الْقُرْآنِ وَعِبَرَهُ ؛ حَتَّى يَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ حُجَجَهُ مِنْهُ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ وَأَنَّهُمْ مِمَّنْ كُتِبَ لَهُمُ الشَّقَاءُ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ . وَلَوْ أَفْهَمَهُمْ ذَلِكَ حَتَّى يَعْلَمُوا وَيَفْهَمُوا لَتَوَلَّوْا عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ ، وَهُمْ مُعْرِضُونَ عَنِ الإِيمَانِ بِمَا دَلَّهُمْ عَلَى حَقِيقَتِهِ مَوَاعِظُ اللَّهِ وَعِبَرُهُ وَحُجَجُهُ مُعَانِدُونَ لِلْحَقِّ بَعْدَ الْعِلْمِ بِهِ . اهـ .
قال البغوي : (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ) ، أي : لأسْمَعَهم سَمَاع الـتَّفَهّم والقَبول . اهـ .
وهذا كَقَوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)
قال البغوي : أي : عِلْم الوُجود ، يريد : حتى يتبين الْمُجَاهِد والصَّابِر على دِينه مِن غَيره .
ونَقَل القرطبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : (حَتَّى نَعْلَمَ) حتى نُمَيِّز . وعن على رضي الله عنه قوله : (حَتَّى نَعْلَمَ) حتى نَرَى .
وقال ابن كثير : فهذا عِلْم بالشيء بَعد كَونه ، وإن كان العِلْم السابق حاصِلاً به قبل وُجُوده . اهـ.
ومثل ما وَرَد في الأحاديث أن الله تعالى يسأل الملائكة ، وهو أعْلَم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|