[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله
أنا متزوجة ولدي بنات والحمد لله، أعتبر زوجي من الصالحين بإذن الله ولا أزكيه على الله، الحمد لله لا أتفرج على المسلسلات ولا الأغاني ولا أي شيء وإن زاغ بصري فاستغفر الله ، وأرتدي العباءة وأحب الصالحين، أحفظ بناتي القرآن وأتمنى أن يكن من حفظة كتاب الله كوالدهن (أرجو أن تدعو لهن)، وأعتني بوالدة زوجي الكبيرة في السن، (أصلح الله نيتي لذلك) أحب أن أكون من القانتات الخيرات، وأشكر الله على أن هداني لهذا، لكنني منذ سنوات أتكاسل عن حمل المصحف وقراءة القرآن! أحاول أن أقرأ لكن سرعان ما أفتر عن ذلك ، علما أني أستمع إلى القرآن أحيانا كثيرة، وكذا أستمع إلى الدعاة وكبار العلماء أمثال الشيخ الألباني رحمه الله وأحبهم من قلبي وأسأل الله أن يحشرني معهم في جناته ، فهل يا شيخ أعتبر هاجرة للقرآن؟ أرجو أن توضح لي وأن تنصحني وتدعو لي بأن يلين قلبي وبارك الله فيك.



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

أوصيك ونفسي بتقوى الله ، والحرص على طاعته ، ولن يتقرّب أحد إلى الله بِمثل تلاوة كلامه وتدبّر آياته .

كما أن تلاوة القرآن مما تُحبب الإنسان إلى الله عزَّ وَجَلّ .
قال ابن القيم في ذِكْر الأسباب الجالبة للمحبة :
الخلوة به وقت النُّزُول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة . اهـ .

وأنْ تَعْلَم المسلمة أن قراءة القرآن هي سرّ السعادة ، ولن يجد عبد طعم السعادة حتى يعيش مع القرآن . ويجد لذّة الإيمان ، وحلاوة القرآن ، بالإقبال عليه ، قراءة وتدبّرا وعملا .

وقد يصعب على الإنسان أن يستمر في تلاوة القرآن في البداية ، فيُصاب بالكسل والفتور ، وربما كثرة التثاؤب !
إلاّ أنه إذا أقبل على القرآن ، وأصبح يعيش معه ، ويلتذّ بتلاوته ، أصبح يشعر بِفقده إذا ترك حِزبه منه .
وهذا لا يُوصل إليه إلاّ بالمجاهدة ، كَشأن سائر الطاعات .

ولو جرّبت وضع جدول أو برنامج لتلاوة جزء يومي ، كأن يكون بعد صلاة الفجر قراءة عشر دقائق ، وبعد صلاة الظهر عشر دقائق ، لَوَجَد الإنسان أنه يختم القرآن في كل شهر .

وسيجد أثر ذلك ، وَبَرَكَة أخْذ القرآن في نفسه وأهله ومالِه .

وسبق :
لماذا الهجران ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7522

هل يعتبر الشخص هاجرا للقرآن إذا اقتصر على قراءة المحفوظ من القرآن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=14789


أرشدوني إلى ما يحبب إليّ ربي ، والأمور المعينة على ذلك
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5008


وأسأل الله لنا ولك العمل الصالح والقبول والسداد والهداية ، وأن يُلين قلوبنا ويُصلحها ، ويُصلح ذرياتنا ويجعلهم من حفظة كتابه .

وهنا
دورة سعادتي في عبادتي ... (تعريف السعادة )
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10922

دورة سعادتي في عبادتي ... (تزكية النفس في الكتاب والسنة)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10923

دورة سعادتي في عبادتي ... (السعادة مَطْلَب)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10928

دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي (1+2+3))
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10924

دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 4)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10925

دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 5)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10926

دورة سعادتي في عبادتي ... (الجزء العملي 6)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10927


وبالله تعالى التوفيق .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية