|
|
المنتدى :
إرشـاد الأدعـيــة
هل ترك إنكار المنكر يمنع إجابة الدعاء ؟ وما دليل ذلك ؟
بتاريخ : 23-12-2014 الساعة : 12:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يبارك في أوقاتكم وأعماركم وأعمالكم ، ويسخرها فيما يُحب ويرضى
أود من فضيلتكم توضيح مسألة وهي : في حال كنت ممن يترك إنكار المنكر ، فهل هذا سبب في منع استجابة الله لدعائي ؟
وذلك لأنه قد جاء في الحديث [لتأمرن بالمعروف، و لتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم] فهل يدل هذا الحديث على عدم إجابة الله لدعاء تارك الإنكار على المنكر ؟
فقد يدعو أحدنا بدعاء وبإلحاح لأشهر عديدة أو سنوات ، فلا يُستجاب له . فهل قد يكون للسبب ذاته ؟
وفقكم الله لما يُحب ويرضى ، وجعلكم ممن يدخلون الجنـة بلا حساب ولا سابقة عذاب وصلِّ اللهم وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان .

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
تَرْك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدْرَة عليه مِن موانع إجابة الدعاء ، لقوله عليه الصلاة والسلام : وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنّ بالمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ ، أو لَيُوشِكَنّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : حديث حسن . وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
وقال عليه الصلاة والسلام : مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلا يُسْتَجَابَ لَكُم. رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
وإذا كان الإنسان لا يستطيع الإنكار باليَدِ ولا باللسان فهو معذور ، إلاّ أنه لا أحد يُعذر في ترْك الإنكار القلبي ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
وينبغي أن يُعْلَم أن إجابة الدعاء ليست محصورة في الصورة الظاهرة في الاستجابة المباشرة كما يُريد الذي يدعو ، وإنما قد تكون في واحدة من الثلاث ، والله عزّ وَجَلّ يختار لِعبده ولأمَتِه ما هو خير له ، كما قال عليه الصلاة والسلام : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا . قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ، قَالَ : اللهُ أَكْثَرُ . رواه الإمام أحمد . وهو حديث صحيح .
وسبق :
ما صِحة أحاديث وَرَدَت فيها ذنوب بسببها يُحبس الدعاء؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15214
الاستعجال ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11162
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|