|
|
المنتدى :
إرشـاد الحـج والعمـرة
أخي مِن أهل جِدّة حجّ ولم يطُف للوداع فهل تلزمه الكفّارة ؟
بتاريخ : 05-01-2015 الساعة : 02:57 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وغفر الله لوالديكم ووالدينا , سؤالي
قبل اكثر من عشر سنوات حج أخي حجة الفريضه وهو من أهل جدة ولكن لم يقوم بطواف الوداع ورجع الى جدة 0 ماذا عليه الان ؟ وهل يحسب له انه حج الفريضه بعد عمل الكفارة ان كانت هناك كفارة او خلافه 0

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
حجّه صحيح .
وأما طواف الوداع فقد اخْتُلِف في وجوبه على من كان مَنْزِله دون مسافة القصر ، وكذلك من كان منْزِله دون المواقيت .
قال ابن قدامة : وَمَنْ كَانَ مَنْزِلُهُ فِي الْحَرَمِ فَهُوَ كَالْمَكِّيِّ ، لا وَدَاعَ عَلَيْهِ . وَمَنْ كَانَ مَنْزِلُهُ خَارِجَ الْحَرَمِ ، قَرِيبًا مِنْهُ ، فَظَاهِرُ كَلامِ الْخِرَقِيِّ أَنَّهُ لا يَخْرُجُ حَتَّى يُوَدِّعَ الْبَيْتَ .
وَهَذَا قَوْلُ أَبِي ثَوْرٍ وَقِيَاسُ قَوْلِ مَالِكٍ . ذَكَرَهُ ابْنُ الْقَاسِمِ .
وَقَالَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ ، فِي أَهْلِ بُسْتَانِ ابْنِ عَامِرٍ ، وَأَهْلِ الْمَوَاقِيتِ : إنَّهُمْ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي طَوَافِ الْوَدَاعِ ، لأَنَّهُمْ مَعْدُودُونَ مِنْ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، بِدَلِيلِ سُقُوطِ دَمِ الْمُتْعَةِ عَنْهُمْ .
وَلَنَا ، عُمُومُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ " .
وَلأَنَّهُ خَارِجٌ مِنْ مَكَّةَ ، فَلَزِمَهُ التَّوْدِيعُ ، كَالْبَعِيدِ . اهـ .
والأحوط فِعْل الكفارة ، وهي : شاة تُذبَح وتوزّع على الفقراء .
فقد سُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : قبل سبع سنين حججنا وتركنا طواف الوداع ، ورجعنا إلى جدة فهل حجنا صحيح وماذا يلزمنا ؟
فأجاب رحمه الله : الحج صحيح ، ولكن أسَأتُم في تَرك الوداع ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الحاج بالوداع قال صلى الله عليه وسلم : " لا ينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت " . وهذا خطاب للحجاج يشمل أهل جدة وغيرهم ، فالواجب على جميع أهل البلدان - سواء في جدة أو الطائف وغيرهم - أن يُوَدِّعُوا البيت ، وقد تسامح بعض العلماء في هذا بالنسبة لمن مَنْزِله دون مسافة قصر كأهل بَحْرَة وأشباههم ، وقالوا : إنه لا وداع عليه ، والأحوط لكل مَن كان خارج الحرم أن يُودِّع إذا انتهى حَجّه ، وأهل جدة بَعيدون وهكذا أهل الطائف فالواجب عليهم أن يُودِّعوا قبل أن يَخْرُجوا ؛ لأنهم يشملهم الحديث ، وعليهم دم يذبح في مكة عن كل واحد منهم تَرك طواف الوداع تُوزّع على الفقراء شَاة ، أو سُبْع بَدَنة ، أو سُبْع بَقَرة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|