|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
هل كل اسم يُضاف إلى العِشق منهيٌّ عنه ؟ كعاشق الدعوة وعاشق الشهادة ؟
بتاريخ : 31-01-2015 الساعة : 03:27 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا الفاضل .. أدام الله عليكم الصحة والعافية ..
سبق وقراءت فتوى لكم بخصوص التسمي بعاشق الحور وغيرها ..
ورد فيها قولكم
اقتباس :
|
لفظ العشق لا يُطلق في حق الله تعالى ، ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم لعِدّة أسباب ؛ منها:
1 - أن التعبير الوارد في الكتاب والسنة ورد وعُبِّر عنه بـ " الحب "
كقوله تعالى : ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )
وكقوله تبارك وتعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)
وقوله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين . رواه البخاري ومسلم .
2 – أن لفظ " العِشق " لا يجوز إطلاقه في حق الله عز وجل ولا في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، لتضمّن العشق للرغبة في المعاشرة الجنسية .
فالعشق في اللغة هو : فَرْط الْحُبّ ، وقيل : هو عجب الْمُحِبّ بِالْمَحْبُوب .
وقيل : إفراطالحب ، ويكون في عفاف وفي دعارة .
وقيل : هو عمى الحس عن إدراك عيوب محبوبه .
|
وأخذ البعض ينقلها بالمنتديات الاخرى وينكر على كل من اضاف عاشق لأي معنى ..
كــ عاشق الدعوه و عاشق الخير و عاشق الجنة و عاشة الشهادة
فهل يصح الإنكار على مثل هذه الأسماء ..
وهل في هذه المعرفات محذور ؟؟
وبحكم إشرافي على احد المنتديات أحببت التأكد
والإستيضاح ..
اطال الله عمركم على عمل صالح ونفع بكم وبعلمكم ..
جزاك الله خير

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
إنكار ما يُضاف إلى العشق مِن المحبوبات الشرعية صحيح ؛ وذلك لتضمّن العشق للرغبة في المعاشرة الجنسية .
فلا يصح العشق في الدعوة ولا في الخير ولا في محبة الجنة ولا في طلب الشهادة ؛ لأن كل هذه محبوبات شرعية ، والتعبير الصحيح عنها يكون بِلفظ " الحب " لا بِلفظ العِشق .
ومعنى " الحب " هو الذي جاءت به نصوص الوحيين في مثل هذا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والله يُحِبّ ويُحَبّ ...
والجمهور لا يُطْلِقون هذا اللفظ في حق الله ؛ لأن العِشق هو المحبة المفرِطة الزائدة على الحدّ الذي ينبغي ، والله تعالى محبته لا نهاية لها ، فليست تنتهي إلى حد لا تنبغي مجاوزته .
وأيضا فإن لفظ " العشق " إنما يستعمل في العرف في محبة الإنسان لامْرَأة أوْ صبي ، لا يُستعمل في محبة كمحبة الأهل والمال والوطن والجاه ومحبة الأنبياء والصالحين ، وهو مقرون كثيرا بالفعل الْمُحَرَّم ؛ إما بمحبة امرأة أجنبية ، أو صبي يقترن به النظر المحرم ، واللمس المحرم ، وغير ذلك من الأفعال المحرمة .
وقال ابن القيم : ولا يُحْفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العِشق في حديث صحيح البتة .
وقال أيضا : وَلَمَّا كانت المحبة جنسا تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف ، كان أغلب ما يُذْكَر فيها في حق الله تعالى ما يختص به ويليق به كالعبادة والإنابة والإخبات ، ولهذا لا يُذكر فيها لفظ العشق والغرام والصبابة والشغف والهوى . اهـ .
وللفائدة ، فقد سبق :
هل يجوز التسمي باسم "ربي سامحني" ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10878
قول (عشقك ربي) هل هذا صحيح؟؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=10694
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|