|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
ما صحة حديث ذُكر فيه أن شهيدا مات وبعده مات صاحبه فبلغ منزلة أعلى لأنه صام وصلى أكثر؟
بتاريخ : 05-09-2016 الساعة : 04:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب بارك الله فيك ونفع الله بك
ما صحة هذا الحديث بهذا المتن ؟ وجزاكم الله خيراً
{أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثةِ أصحاب ذكر: بأن الأول منهم مات شهيداً ثم لحقه الثاني بعده بسنة ثم مات الثالث بعدهم بسنة على فراشه، فرُؤِيَ متقدماً على صاحبيه، فلما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ قال: ألم يدرك رمضان؟ ألم يصل كذا وكذا}

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الحديث رواه الإمام أحمد مِن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللّهُ عنه قَالَ : كَانَ رَجُلانِ مِنْ بَلِيٍّ ، حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ ، أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا، وَأُخِّرَ الآخَرُ سَنَةً، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا، أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَأَصْبَحْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ ذُكِر ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ ، أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلاةَ السَّنَةِ ؟
وقال الهيثمي : رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ . وحسّن إسناده الألباني والأرنؤوط .
ورواه الإمام أحمد مِن طريق عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدًا ، وَنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ : كَانَ رَجُلانِ أَخَوَانِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ مِنَ الآخَرِ، فَتُوُفِّيَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُهُمَا، ثُمَّ عُمِّرَ الآخَرُ بَعْدَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الأَوَّلِ عَلَى الآخَرِ، فَقَالَ : أَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي؟ " فَقَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكَانَ لا بَأْسَ بِهِ . فَقَالَ : مَا يُدْرِيكُمْ مَاذَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاتُهُ؟ ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ : إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلاة كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ بِبَابِ رَجُلٍ، غَمْرٍ عَذْبٍ يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَاذا تُرَوْنَ يُبْقِي ذَلِكَ مِنْ دَرَنِهِ ؟
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي على شرط مسلم .
ورواه الإمام أحمد مِن طريق أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن ، قَالَ : نَزَلَ رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، فذَكَره بِنحوه . وهذا مُرْسَل .
قال شعيب الأرنؤوط : وعلةُ الحديث الانقطاعُ بينَ أبي سلمة وبينَ طلحة بن عبيد الله، فإن أبا سلمة- وهو ابن عبد الرحمن- لم يُدْرِك القصة قَطْعا ، ولم يَسمع مِن طلحة بن عُبيد الله فيما قالَه علي بن المديني ويحيى بن معين والبزار، وذكر الذهبي في"السير" أن روايته عن طلحة مُرْسَلَة . اهـ .
ورواه الإمام مالك في الموطأ بلاغا عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ .
قَالَ أَبُو عُمَرَ ابن عبد البر : تُحْفَظُ قِصَّةُ الأَخَوَيْنِ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ هَذَا مِنْ رِوَايَةِ مَالِكٍ هَذِهِ ، وَمُرْسَلُ حَدِيثِ مَالِكٍ هَذَا أَقْوَى مِنْ مُسْنَدِ بَعْضِ حَدِيثِ هَؤُلاءِ . اهـ .
فالقِصّة لِرَجُلَين مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وليست لثلاثة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|